جندت بعثة الأمم المتحدة للدعم بليبيا فريقاً من الخبراء لتقديم المشورة الفنية في معالجة آثار الانفجار الذي وقع في مخازن الأسلحة والذخيرة بمنطقة براك الشاطئ (الجنوب) في الثامن والعشرين من نوفمبر الماضي، والذي أدى إلى مقتل أكثر من عشرة أشخاص وجرح آخرين، وتقييم الوضع في هذه المناطق.
وكشفت البعثة أنها أرسلت فريقا متخصصا في التعامل مع الألغام والمتفجرات إلى سبها لتقييم الوضع هناك، ووضعت ثلاثة فرق أخرى على أهبة الاستعداد للبدء في تطهير محيط منطقة الانفجار إذا طلبت السلطات المحلية ذلك.
ويؤكد خبراء الأمم المتحدة أن سبب وقوع الانفجارات في ملاجئ السلاح الثلاثة ببراك الشاطئ نار أشعلها لصوص لإنارة المكان واختيار ما يمكن سرقته، مشيرين إلى أن عمليات السرقة والنهب وقعت في المكان أكثر من مرة في وقت سابق، حيث تم نهب الملاجئ العشرين الموجودة بالمنطقة.
كما أوضح خبراء الأمم المتحدة أن اللصوص أخذوا قاذفات وأسلحة وذخيرة ولم تكن غايتهم نهب النحاس والألمنيوم فقط كما قيل في وقت سابق.
كما استمرت فرق العمل بالدفاع المدني الليبي في رفع ركام الحريق الضخم الذي شبّ في مخازن السلاح ببراك الشاطئ والبحث عن جثث أخرى لضحايا الانفجارات.
47 منطقة لتخزين السلاح
وتعتبر منطقة براك الشاطئ واحدة من بين 47 منطقة لتخزين الأسلحة والذخيرة، تضرر منها 21 موقعا بشكل لم يعد بالإمكان ترميمه أو إصلاحه بسبب الحرب التي جرت وقائعها بين كتائب القذافي والثوار، مما جعل آلاف الأطنان من السلاح والذخيرة غير مؤمنة وقابلة للانفجار بسهولة إذا لم يقع التعاطي معها من قبل الخبراء.
وأكد رئيس القسم الاستشاري المعني بالأسلحة والذخائر في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا “ديك انجلبريخت” الذي قال في تصريح نشره موقع البعثة “في معظم الأحيان تكون الذخيرة مبعثرة في مناطق تخزين الذخائر مما يسهل نهبها، كما أن تعامل الأفراد غير المدربين مع هذه الذخائر يعرضها لخطر الانفجار الذي تكون نتائجه مميته في معظم الأحيان”.
3.5 قطعة سلاح لكل ليبي
وكانت الأمم المتحدة قد أزالت ما يقرب من مائتي ألف قطعة من المتفجرات من مخلفات الحرب من المناطق السكنية والعسكرية خلال العام الماضي، لكن مئات الآلاف من المتفجرات وكمية ضخمة من الذخيرة مازالت موجودة في مخازن غير مؤمنة بشكل جيّد، فضلا عن أن متوسط امتلاك الليبيين للسلاح هو 3.5 قطعة سلاح لكل مواطن.
وطلبت بعثة الأمم المتحدة للدعم بليبيا تمويلا إضافيا لتنفيذ برنامج من ثلاث خطوات للتخلص من الذخائر عن طريق تطهير الأماكن الملوثة وتدمير الذخيرة منتهية الصلاحية واستعادة المواد التي يمكن إعادة تدويرها وأخيراً بناء منشآت آمنة للتخزين.
ودعت السلطات الليبية في وقت سابق المجتمع الدولي للمساعدة في تدمير مخزونها من الأسلحة الكيمياوية وفق روزنامة جديدة تنتهي عام 2016، وقالت إن مخازن هذه الأسلحة مؤمنة ومراقبة من قبل خبراء دوليين.