تصدّرت ليبيا خلال عام 2013 أكثر من مرّة عناوين الأخبار والصفحات الأولى للجرائد ومواقع الإنترنت، من خلال أحداث سياسية واقتصادية وأمنية عديدة أربكت المسار الانتقالي ومثّلت مصدر قلق في الداخل والخارج.
واعتبرت حادثة اختطاف رئيس الحكومة علي زيدان من غرفة نومه بأحد فنادق العاصمة طرابلس في 10 من أكتوبر الماضي حدثاً لافتاً، كشف عن هشاشة الوضع الأمني في البلد الذي أضحت الاغتيالات فيه أمراً مألوفاً، وسطوة الميليشيات المسلحة، خاصة تلك الخارجة عن القانون وغير المنضوية تحت إشراف أي جهة أمنية أو عسكرية رسمية.
وشهدت بعض مدن الشرق الليبي (بنغازي ودرنة على وجه الخصوص) الكثير من الاغتيالات التي استهدفت في مجملها قيادات أمنية وعسكرية، وبعض المدنيين من أبرزهم الناشط السياسي اليساري عبدالسلام المسماري.
ورغم الإدانات الدولية الواسعة ومطالبة المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية بالإسراع في إجراء التحقيقات وكشف الجناة وأخذهم للعدالة، لم تعلن السلطات الرسمية عن نتائج أي تحقيق خلال السنة المنصرمة.
ويرى ملاحظون أن ضعف الدولة ومؤسساتها شجع على التمادي في الجريمة، وأعطى الفرصة لبعض القيادات العسكرية بالشرق الليبي الفرصة لإعلان “برقة” إقليماً فيدرالياً من جانب واحد.
إغلاق موانئ الشرق
وفي خطوة غير مسبوقة أقدم رئيس ما يُعرف بالمكتب السياسي لإقليم برقة، إبراهيم جضران، على إغلاق المرافئ النفطية الكبرى الثلاثة بالشرق الليبي، وهي: “السدرة” و”راس لانوف” و”الزويتينة” منذ نهاية يوليو الماضي، ما أربك ميزانية الدولة وعجز الحكومة عن إعداد ميزانية 2014.
وتراجع إنتاج النفط إلى مستويات دنيا لم تشهدها ليبيا من قبل، فبعد أن وصل الإنتاج في النصف الأول من السنة الماضية مليوناً و500 ألف برميل يومياً، أصبحت تنتج ليبيا نحو 250 ألف برميل يومياً فقط.
ومع تعطل مشروع بناء الجيش والشرطة أو تعثره ظلت التشكيلات المسلحة تتحكم في المناطق التي تتمركز فيها، ما دفع بمؤسسات من المجتمع المدني مدعومة بمدّ شعبي إلى أن تنتفض ضد وجود هذه المجموعات المسلحة داخل المدن، خاصة منها العاصمة طرابلس.
ومثّلت واقعة “غرغور” في الخامس عشر من نوفمبر الماضي القطرة التي أفاضت كأس الصبر على هذه المجموعات المسلحة، خاصة بعد سقوط أكثر من 50 قتيلاً و500 جريح، ما جعل الحكومة تسارع بتنفيذ قرار المؤتمر الوطني العام (البرلمان) القاضي بإخلاء العاصمة من المظاهر المسلحة عدا الجيش والشرطة، لكن خطوات إخلائها من التشكيلات المسلحة لم تكتمل بعد رغم الدعم الشعبي للخطوة.
مقتل 3 إعلاميين
وشهدت سنة 2013 مقتل ثلاثة إعلاميين وجرح وتهديد آخرين واستهداف مؤسسات إعلامية، فضلاً عن التشهير والتعريض بالكثير منهم بسبب صراعات أيديولوجية وسياسية.
ومثل اغتيال مذيع قناة “ليبيا الحرّة” في التاسع من أغسطس الماضي رمياً بالرصاص، تصعيداً خطيراً في استهداف الإعلاميين، تلاها مقتل الصحافي المصور صالح عياد حفيانة في يوم الجمعة “الأسود” في أحداث منطقة غرغور بالعاصمة طرابلس في 15 من نوفمبر الماضي، وعثر في غرّة ديسمبر الماضي على جثة مدير راديو “طرابلس إف إم” ومالكها رضوان الغرياني، في حي غوط الرمان شرقي طرابلس.
كما جُرح العديد من الصحافيين في أحداث مختلفة عاشتها مدن ليبية مختلفة، من أبرزها طرابلس وبنغازي، وشهدت سنة 2013 اعتداءات على مؤسسات إعلامية مثل حادثة الهجوم على قناة “العاصمة” في السابع من مارس الماضي.
2013 في ليبيا كانت سنة دامية شهدت خلالها مقتل العشرات في اغتيالات شملت العديد من المدن، وقتلى وجرحى بالمئات في مواجهات واشتباكات شهدتها طرابلس وبنغازي ومدن أخرى، كما أنها كانت أصعب سنة مالية عاشتها ليبيا خاصة في نصفها الثاني.