في كل يوم يطول فيه أمد الثورة السورية يتكبّد السوريون عناء اللجوء الذي فُرض عليهم جراء الصراع والمعارك الدائرة في بلدهم، وبات لكل منهم قصته الخاصة في البحث عن ملجأ جديد إثر تغير ظروفهم وأوضاعهم المعيشية منذ بداية الأزمة السورية قبل سنتين و9 أشهر.
وتتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين عبر الحدود إلى تركيا يومياً، هناك مَنْ يعبر تلك الحدود بجوازات سفر أو في سيارات إسعاف لعلاج في مستشفيات جنوب الأراضي التركية أو سيراً على الأقدام تحت جنح الظلام وبصمت محاولين تجنب الجنود الأتراك (الجندرم).
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا ما يقارب 600 ألف نازح، وهذا العدد قابل للزيادة، وربما يصل في هذا العام إلى مليوني لاجئ سوري، حسب ما ذكره ممثل المفوضية الأممية العليا للاجئين.
وهذا الموقف يضع حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تحت أعباء سياسية واقتصادية، خاصة أن تلك الحكومة تواجه نقداً من المعارضة، التي ترى أن سياسة أردوغان تجاه الثورة السورية أسهمت في ازدياد الاحتقان الطائفي في جنوب تركيا.
هذا ولم يعد حرس الحدود التركي يغضّ الطرف عن عبور اللاجئين السوريين إلى تركيا، وقد شرع في تعزيز الحراسة على الحدود وتطبيق سياسة قاسية ضد مَنْ يحاول الدخول بطرق غير شرعية للأراضي التركية.
وأعرب المسؤولون الأتراك عن تخوّفهم من أن الحدود الطويلة مع سوريا، والتي تتسم بطبيعة جبلية وعرة، أصبحت منفذاً وباباً مفتوحاً لكثير من الجهاديين والأسلحة، حسب تقرير لـ”واشنطن بوست”.
ويعيش السوريون كل يوم معاناة حقيقة عند كل معبر، ونظراً لتدفق العديد منهم إلى الأراضي التركية من غير حاملي جوازات سفر، ومن بينهم نساء وأطفال يحاولون التسلل يومياً، فإن السلطات التركية تمنعهم من العودة إلى بلدهم عبر البوابات الرسمية، ما يجعلهم يكابدون أصنافاً متنوعة من المعاناة كل يوم.
محاولات عبور كثيفة
ورصدت “العربية.نت” أعداداً كبيرة من السوريين تحاول العبور والتسلل إلى الأراضي التركية بطرق غير شرعية.
يقول شاهد عيان إن الدرك التركي قتل منذ فترة فتى سورياً لم يمتثل للطلقات التحذيرية، وفي نفس الوقت هناك مَنْ يؤكد أن حرس الحدود التركي يغضّ الطرف في أحيان كثيرة عن المتسللين.
وفي المقابل لا يستطيع اللاجئ السوري دخول الأراضي التركية عبر التسلل وحده، بل لابد من دليل يوصله إلى نقطة ما داخل الأراضي التركية.
ويحصل المهرب عن كل شخص يدخله الأراضي التركية ما بين 30 و40 دولاراً، ولكن العديد منهم يُكشف من قبل الجيش التركي ويضرب قبل أن يسمح له بالعودة.
وتؤكد فاطمة، وهي فتاةٌ سورية تسللت إلى الأراضي التركية، أن رجال الدرك التركي يقومون بإيذاء النساء وإهانة السوريين، ويقومون بالتحرّش بالفتيات في أغلب الأحيان. ويقول آخرون إنهم سمعوا مثل هذه الروايات والأحداث، في حين نفى آخرون ذلك.