في ثاني أيام مؤتمر “فكر 13” لمؤسسة الفكر العربي، في قصر المؤتمرات في الصخيرات، في ضواحي الرباط، ناقش أكاديميون من العالم العربي موضوع “العقل العربي ونظرية المؤامرة”.
ووفق الأستاذ الجامعي المغربي، سعيد المغربي، فإن “المؤامرة لدى الإنسان تبدأ مع الأصدقاء، ثم تنتقل إلى المدينة فالدول، ثم إلى جبهات خارجية”، مشددا على أن “هناك من يعتمد على نظرية المؤامرة كبرهان على جبروته، والاستحواذ على السلطة”، ومضيفا في سياق مداخلته أن “الكثير من المؤامرات تأتي نتيجة الإقصاء أو الجريمة السياسية”.
وخلص الجامعي المغربي إلى وجود “تجارب في العالم العربي هي ضحية الجهل والتخلف السياسي والاجتماعي والقهر، نتيجة لغياب الديمقراطية التي هي من أهم روافد الاستقرار والتنمية الشاملة”.
نظرية المؤامرة.. تبرير للإخفاق
ومن الأفكار التي برزت في النقاش أن “نظرية المؤامرة مصطلح جديد لم يكن في تراث العالم العربي”، وأن “نظرية المؤامرة تبرير للإخفاقات الداخلية، ومحاولة تحميلها للآخر”.
وفي جلسة نقاش مع ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في مدينة دبي، في الإمارات العربية المتحدة، ربط المسؤول الأممي العربي بين “تحقيق الأمن في العالم العربي وبين القانون وتوفير رغيف العيش وتطوير التعليم” في بدان العالم العربي.
ومن جهة ثانية، انتقد خلفان ظواهر متفشية في بلدان الوطن العربي كالبطالة والفساد والفشل المالي والإداري والتناحر القبلي والحزبي والطائفي، معلنا أن “بلورة أمن عربي منيع” يتوجب تحديد “العوامل التي أدت إلى انهيار الأمن العربي أساسا”، لأن “الأمن لا يتحقق من خلال إعداد المزيد من العسكريين وتجنيدهم، أو من خلال نشر القوات العسكرية، بل الأمن يتحقق من خلال منظومة دوائر ومؤسسات وهيئات تعمل كلها من أجل رفاهية الناس وسعادتهم”.
انهيار الأمن في الوطن العربي
وبحسب نائب رئيس شرطة دبي، فإن انهيار “الأمن في الوطن العربي” مرده إلى “التدخل الأجنبي وفرض أجنداته”، زيادة على “تفشي الفقر في غالبية الدول العربية” بالتوازي مع “فقدان التخطيط الاستراتيجي للمؤسسات الحكومية”، دون نسيان “الاتكالية التي يعاني منها بعض المواطنين باعتمادهم الكامل على الحكومة في تأمين معيشتهم، من دون أن يبادروا إلى التفكير في حلول للمشكلات أو المشاركة في اقتراح طرق من أجل النمو”.
وانتقد خلفان “قيام بعض الدول العربية بتجنيد الإعلام من أجل الإساءة إلى دول عربية أخرى، لينتهي في محاضرته إلى الدعوة إلى “نظام أمني عربي” يمكن من “مواجهة التحديات التي تمثل خطرا على الأمة العربية”.
العنف في العالم العربي
وفي ندوة “المسار التاريخي للتحولات الجيوسياسية في الوطن العربي”، أكد الدكتور عادل موسوي، أستاذ جامعي مغربي، أن “أبرز معالم المشهد العربي اليوم هو العنف، وبروز قوى التطرّف والتشدد بشكل لم يشهد له التاريخ العربي المعاصر مثيلا”، مؤكدا أن “الدول العربية أثبتت قدرتها على الصمود والمحافظة على وحدتها ووجودها” على الرغم من “التهديد والتناقضات الدولية القائمة”، معلنا أن “القوى العالمية الداعمة لقوى التغيير في المنطقة العربية تحارب لإسقاط الدول” وليس من أجل “إلغاء الحدود”.
وذهب أكاديميون آخرون من العالم العربي إلى أن “مرحلة الربيع العربي والتغيير تم احتواؤها، وبرزت مكانها قوى التطرف”، ولم يعد “هدفها الإطاحة بالحكومات كما تدعي”، بل على العكس من ذلك “تدمير الدولة الوطنية”، منتقدين “التدخل الإيراني والأميركي” في الربيع العربي، ما أدى إلى “أقلمة وعولمة” قوى التغيير في العالم العربي.
ونوه الجامعيون العرب بأن “المستقر هو دول مجلس التعاون الخليجي الست”، لأنها “أخذت على عاتقها مهمة التصدي لقوى التطرف”.
وكشفت نقاشات “فكر 13” عن “توجه العالم العربي” إلى “نشر الديمقراطية والطائفية والمذهبية”، ما سيؤدي لظهور “شرق أوسط جديد على حساب الوطن العربي الكبير”، ليظهر “قديم ينازع وجديد يصارع”.
بلا ما علق أحسن هلق بيحسبوها غير شي