سوريا مقبلة على وضع نادر، فرئيسها في دمشق المتشبث بالحكم كما الطفل بالمصاصة، هو طبيب عيون. أما رئيس وزرائها المؤقت بالمنفى فيتوقعون أن يكون طبيب أسنان، ومؤمن أيضا بمنهج اللاعنف والمقاومة السلمية، وهو الدكتور أحمد صالح طعمة الخضر، الإسلامي المستقل والخطيب سابقا في أحد مساجد مدينة دير الزور بالشرق السوري، حيث أبصر النور قبل 48 سنة.
معظم التوقعات الصادرة من الائتلاف الوطني السوري، وراجعت “العربية.نت” معظمها، تشير إلى أن اجتماعه اليوم السبت في إسطنبول، ويشارك فيه أعضاؤه البالغون 115 شخصا، سينتهي باختيار طعمة لمنصب رئيس وزراء مؤقت بالمنفى، وهذا الاختيار سيكون “البند الأول على جدول الأعمال” طبقا لما نقلت “رويترز” عن خالد صالح، المتحدث باسم الائتلاف.
نقلوا أيضا أن سليم إدريس، رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، ظهر كلاعب مؤثر في الائتلاف، برغم أنه ليس عضوا، من خلال تكتل يضم 15 عضوا من المتوقع أن يؤيد اختيار طعمة رئيسا للوزراء، إلى جانب أن أحمد الجربا، رئيس الائتلاف، نشط أيضا على ضمان مزيد من الأصوات لطعمة، الذي جمعت “العربية.نت” ما تيسر عنه من معلومات، فوجدت أن أهمها هو ما كتبه عن نفسه في مايو/أيار الماضي.
كتب طعمة، المتزوج والأب لخمسة أبناء، نبذة شخصية وافية في موقع “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” تلبي الفضول، فذكر أنه عاش معظم حياته في دير الزور التي ولد فيها، باستثناء 5 أعوام أمضاها مع والده في مدينة بيشة بمحافظ بيشة في منطقة عسير بالسعودية، إضافة إلى سنوات دراسته بجامعة دمشق حيث تخرج بطب الأسنان.
جمعية تبنت اللاعنف والمقاومة السلمية
مما كتبه عن نفسه أيضا أنه بدأ العمل السياسي منذ 1992 مع أصدقاء وباحثين في دير الزور “حيث شاركت بتأسيس مجموعتين، إحداهما فكرية تعنى بإعادة النظر بالميراث الفكري الإسلامي، وثانية تبنت منهج اللاعنف والمقاومة السلمية ورفض التنظيمات السرية على الصعيد السياسي” كما قال.
ثم قرر بدءا من 1997 مخاطبة الناس “من خلال خطبة الجمعة، لكنها لم تدم أكثر من سنتين بعد قيام النظام بفصلي من الخطابة بسبب توجسه من أية أفكار تنويرية، وبعد رفضي القيام دقيقة صمت على روح باسل الأسد” في إشارة منه إلى مقتل شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، في 1994 بحادث سيارة.
كما انضم طعمة في 2001 إلى لجان إحياء المجتمع المدني الداعية إلى زيادة الهامش الديموقراطي في سوريا والإفراج عن سجناء الرأي والانتقال بالبلاد من حالة الديكتاتورية إلى الديموقراطية وحماية حقوق الإنسان، ثم أصبح في 2005 أحد مؤسسي إعلان دمشق كمستقل ومن دون أي انتماء حزبي.
بعدها في 2006 انتخبوه ممثلا عن محافظة دير الزور في المجلس الوطني لإعلان دمشق، وفي 2007 أمينا للسر، ولم يمر أسبوع إلا وتم اعتقاله، فأمضى مع 12 من زملائه عامين ونصف العام وراء القضبان، وحين دقت الثورة طبولها على النظام شارك فيها أحمد منذ أيامها الأولى.
وأهمية طعمة هي أنه من داخل سوريا ويعرف طبيعتها، وفيها أمضى حياته، ونشط بالإغاثة بدير الزور لصالح المنكوبين، وكان رئيسا للجنة “حملة كلنا للشام” بالمحافظة، ولديه مشروع متكامل إذا ما اختاروه، يبدأ باعتماده على فريق من التكنوقراط والشباب، وسيعمل عبر حكومة المعارضة على محاور متنوعة، منها الأمن والأمان وتسيير شؤون الناس المدنية ودعم الديمقراطية عبر تحديد القانون الذي ستكون عليه سوريا المستقبل.