قال سائقون وأصحاب سيارات إن الأيام الماضية شهدت ظهور مافيا جديدة في مصر، تسببت في أزمة السولار التي تشهدها البلاد وتفاقمت بشدة خلال الأسبوع الماضي، حيث بدأت السوق السوداء للسولار تستقبل تجاراً جددا في ظل غياب الأمن وانتشار الفوضى واستمرار حالة عدم الاستقرار التي تشهدها مصر في ظل الخلافات القائمة بين التيارات السياسية.
وقالوا في تصريحات خاصة لـ”العربية.نت” إن سعر لتر السولار قفز من 110 قرشاً إلى نحو 4.25 جنيه خلال الأزمة، حيث ارتفع سعر جالون السولار الذي يحتوي على 20 لتراً من 22 جنيه إلى نحو 85 جنيه، بنسبة زيادة تقترب من 300%.
وقال محمد كامل، سائق بمنطقة الجيزة، إن بعض العاملين في محطات البنزين أصبحوا من رجال الأعمال بعد سيطرتهم على سوق السولار في مصر، حيث يقومون بشراء كميات السولار التي يتم توريدها للمحطات التي يعملون بها مقابل زيادة 5 جنيهات لكل جالون، فيما يبعون هذه الكميات بعد خلطها بالماء بسعر 85 جنيه للجالون.
وأوضح أن بعض هؤلاء لا تتجاوز أعمارهم 20 عاماً ولكنهم تمكنوا من جمع مبالغ تقدر بملايين الجنيهات خلال فترة وجيزة من بدء أزمة السولار وحتى الآن، ويقومون بتخزين هذه الكميات في مناطق نائية ولا تقترب منها أجهزة الدولة، بل إن بعض هؤلاء التجار يتقاسم الأرباح مع بعض الموظفين الذين يتركونهم يتاجرون في السولار دون تحرير أية محاضر أو ضبط الكميات المهربة.

السولار
وأشار إلى أن هذه التجارة أصبحت وسيلة سهلة لتحقيق أرباح ومكاسب سريعة، خاصة أنها ليست مكلفة ولا تحتاج إلى وقت كبير، فغالباً ما تتم عملية البيع خلال ساعات، حيث يوجد إقبال كبير على تجار السوق السوداء نظراً لعدم وجود السولار في محطات الوقود.
تحركات حكومية
وقال وزير البترول والثروة المعدنية، أسامة كمال، في تصريحات أمس، إنه لا توجد أزمة في البنزين بكل درجاته ولا البوتاجاز، مشيرا إلى أن الأزمة في السولار فقط نتيجة تهريب كميات كبيرة منه خارج الاستعمال الشرعي له وبيعها في السوق السوداء، وقررت البترول ضخ مليون لتر سولار إضافي في محطات الوقود التي تديرها القوات المسلحة، ودفع سيارات التموين المتحركة إلى العمل على المحاور الرئيسية لتخفيف الضغط على المحطات.
وتسببت أزمة السولار في إقالة رئيس شركة “مصر للبترول”، المحاسب نصر أبو السعود، ونائب رئيس “الهيئة العاملة للبترول” لشؤون العمليات، المهندس عمرو مصطفى، فيما قررت الحكومة رفع الدعم عن السولار للقطاع السياحي خلال يوليو المقبل، ليحصل عليه أصحاب الفنادق والمنتجعات السياحية بسعر التكلفة.
وقال عبدالحميد الصاوي، صاحب معرض سيارات، إنه يعتمد على السوق السوداء في توفير البنزين والسولار منذ فترة طويلة بعد اختفائهما من محطات الوقود، ويوجد بالمنطقة التي يقيم بها أكثر من تاجر وأغلبهم ممن كانوا يعملون بمحطات تمويل السيارات، وفي البداية كانوا يتقاسمون فروق الأسعار بين السعر الرسمي وبين أسعار السوق السوداء مع أصحاب المحطات، ولكن مع الوقت تحولوا إلى تجار كبار يسيطرون على بيع السولار.
وأشار إلى أن أحد هؤلاء التجار شاب لا يتجاوز عمره 20 عاماً لكنه تمكن ومنذ بدء عمله في شراء كميات من السولار وبيعها في السوق السوداء، أن يجمع مبالغ تقدر بمئات الآلاف من الجنيهات، وربما ملايين، خاصة أنه يشتري كميات ضخمة من السولار ويحصل على فروق الأسعار والتي لا تقل عن 50 جنيها في كل جالون سولار.
واستحوذ السولار على نحو 50 مليار جنيه من إجمالي الدعم المقدم للمواد البترولية خلال العام المالي الماضي، بما يتجاوز نحو 57.5% من إجمالي دعم المواد البترولية والمقدر بنحو 115 مليار جنيه، في حين بلغ دعم البنزين نحو 21 مليار جنيه، بينما ذهب ما بين 18 إلى 20 مليار جنيه للبوتاجاز.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. شو صار في مصر ؟؟؟؟؟؟ انا اقترح استبدال الرئيس و الشعب حتى تعود مصر لسابق عهدها!!!!!

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *