قال النائب الجمهوري البارز، جون ماكين، إن على الرئيس باراك أوباما أن يعي مدى “وحشية” تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ”داعش” الذي وصفه بأنه أقوى وأغنى تنظيم إرهابي على وجه الأرض، مضيفا أن على أمريكا أن تتولى تشكيل قيادة وتحالف دولي لمواجهته.
وقال ماكين، المعروف بانتقاداته للسياسة الخارجية الأمريكية ودعوته إلى دور أكبر لواشنطن في العالم، خلال مقابلة مع CNN، ردا على سؤال حول موقفه من قتل الصحفي الأمريكي، ستيفن سوتلوف: “أتمنى أن يعي الرئيس باراك أوباما بأن هذه الوحشية تُظهر طبيعة العدو الذي يستهدفنا ولكن ذلك لا يبدو مرجحا، إذ أن الرئيس لا ينفك يتحدث عن مواعيد مطاطة وعن منافع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.”
وأضاف ماكين بسخرية: “يبدو أن الرئيس في حالة صدمة أو في حالة إنكار، لست متأكدا من وضعه.”
ورفض ماكين التحذيرات من خطر توسيع التدخل الأمريكي ضد داعش وإمكانية استفادة التنظيم من ذلك قائلا: “لا أرى ذلك، هم الآن أكبر وأقوى وأغنى تنظيم إرهابي على الأرض، وهم يشكلون خطرا كبيرا على أمريكا، ويبدو أن بريطانيا قد أدركت ضخامة هذا الخطر قبلنا، أما بالنسبة لنا فالذبح مستمر.”
وعن مدى قدرة واشنطن على تجنب إرسال قوات أمريكية للقتال بالعراق قال ماكين: “الرئيس قال إنه قرر تنفيذ ضربات ضد داعش وإرسال جنود إلى العراق من أجل أهداف إنسانية وحماية المدنيين والأمريكيين، وبالتالي ليس لدى الرئيس استراتيجية للمواجهة، ولا يمكن له بالتالي تشكيل التحالف القادر على المواجهة. قواتنا الموجودة بالعراق ليست للقتال، وإذا أعطينا البيشمرغة الأسلحة التي يطلبونها وأجرينا مصالحة مع السنة فسنتمكن من مطاردة داعش حيثما كانت علما أن معظم أسلحة التنظيم وقدراته القتالية موجودة اليوم في سوريا وليس بالعراق.”
وتابع السيناتور الأمريكي بالقول: “داعش اليوم خطر مباشر على أمريكا وهذا ما قاله عدد كبير من المسؤولين الأمنيين الأمريكيين، لا أعلم ما إذا كانوا يمتلكون القدرة أم لا ولكنهم بالتأكيد خطر كبير، وقد قالها أبوبكر البغدادي لحراسه الأمريكيين بعد مغادرته السجن بالعراق، إذ توجه نحوهم بالقول: أراكم في نيويورك، وبالتالي المطلوب ليس احتواء داعش بل إلحاق الهزيمة به.”
وعن إمكانية جمع تحالف دولي ضد داعش قال ماكين: “أدعم بالطبع جمع تحالف، ولكن على الرئيس تحديد هدفه، هو يقول إنه يريد حماية الأمريكيين بالعراق وتقديم مساعدات إنسانية، وهذه الأسباب ليست كافية لبناء تحالف، كما أن على أمريكا أن تقود هذا التحالف، نحن نقود وعلى الأخرين اللحاق بنا، هذا هو التاريخ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ولكن فقدان الهدف يجعل جذب الآخرين إلى هذا التحالف غير ممكن.”