قال يوسف صديقي، متطرف نرويجي سابق، خلال قمة قادة الشباب في مكافحة التطرف التي عقدت في نيويورك في وقت سابق “إن معاملة المسلحين كبشر وليس كوحوش قد يكون الحل في منع المزيد من التطرف”.
وقال صديقي لـ”العربية.نت”: “لدينا خيار في أن نرى الإنسانية في الأشخاص الذين يتصرفون كوحوش، فرؤية قدراتهم والجانب الإيجابي في الإنسان قد يسهم في تخليصهم من شرورهم وردعهم لأنهم أناس تم التغرير بهم ويجب مناصحتهم وتفهم وضعهم النفسي وايجاد أنسب الوسائل لإعادتهم لجادة الصواب. نستطيع مساعدتهم على تصحيح مسارهم، والبعد عن تلك الجماعات العنيفة”. ولعلنا هنا نتذكر البرنامج السعودي في المناصحة لإعادة الشباب المتطرف إلى طريق الاعتدال.
ويقول صديقي إنه يشعر بأهمية إيصال صوته وقصته للمغرر بهم، “هناك أوجه متشابهة لتلك الأسباب التي تدفع الأشخاص نحو التطرف الإسلامي، والأسباب التي تدفع آخرين نحو التطرف اليميني، وكلها تصب حول محاولة الأشخاص إيجاد شعور بالانتماء لطائفة أو مبدأ، وهذا محرك الجماعات المتطرفة وسر رواجها بين الشباب، لأنها تلعب على تعزيز هذا المحور”.
وقال صديقي إنه بعد اعتناقه الإسلام عام 2009، أصبح منبوذا اجتماعياً، وتمت مواجهته بالعداء الكبير من قبل أسرته وأصدقائه في المجتمع النرويجي، وهو الأمر الذي دفعه للتطرف والانعزال، ومن ثم أصبح فريسة للمتطرفين الذين أوجدوا بيئة حاضنة له تحت مسمى “مجموعة الأمة في أوسلو”.
وأضاف “بدأت بمراجعة نفسي بعد أن شاهدت العنف المتزايد الذي تنتهجه الجماعة، والأسلوب العنيف في التعبير عن آرائهم المتطرفة على نحو متزايد”.
وتحدث صديقي ضمن مؤتمر “القمة العالمية للشباب ضد التطرف العنيف” التي عقدت في أكتوبر الماضي ضمن قمة قادة الأمم المتحدة لمكافحة داعش والتطرف العنيف، والتي ترأس جلسات الحوار فيها الرئيس الأميركي باراك أوباما، لمناقشة زعماء العالم حول المساعي والتدابير الوقائية لمكافحة التطرف والاقتتال في أوساط المجتمعات الآمنة.
وتهدف القمة العالمية للشباب ضد التطرف العنيف، الحدث الذي تستضيفه وزارة الخارجية الأميركية، لإيصال صوت الناشطين الشباب ومساعدتهم على إيجاد حلول لمجتمعاتهم، وتنشيط دورهم اجتماعياً في مجابهة الفكر المتطرف.
وتلخصت الرسالة الأساسية لجدول أعمال القمة حول توصيات تدعم الدور الرائد للشباب في التوعية، وإشراكهم كحلفاء رئيسيين في بناء القدرة على الصمود أمام هذا النوع من التهديد، حيث أكدت التوصية أن القوة العسكرية لن تعالج المسببات الأساسية للعنف، وأنها ربما تفاقم حدة التوترات، وتدعم رواج الإيديولوجية العنيفة بشكل أكبر.
وتشمل الأساليب الأخرى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمواجهة إيديولوجية التطرف والتعامل معها بشكل صريح وواضح.
من جهتها، قالت ليزا موناكو، مستشار الأمن القومي الأميركي للرئيس: “لم نجد صيغة دقيقة لما يدفع للتطرف العنيف، إنها عوامل نفسية مجتمعية”، لكنها شددت على الدور المحوري الذي يستطيع الشباب لعبه في فهم المجتمعات ومجابهة الإرهاب عن طريق أساليب تعنى بمعالجة الأسباب من الأسفل للأعلى.
من جهته، قال شامل إدريس، رئيس الأبحاث في حل النزاعات، وهي منظمة غير حكومية في الولايات المتحدة: “إن الأبحاث خلصت إلى أن الفقر وتدني الاقتصاد عوامل غير مؤثرة للانضمام لفكر داعش أو القاعدة، وأن ما يستميل الشباب بالمقام الأول هو شعورهم بالعجز والعزلة والذل داخل مجتمعاتهم”.
وأضاف أن الشباب هم القوة الحقيقية في تحول المجتمعات نحو مجابهة التطرف.