قالت مجلة “سلات” الإلكترونية الأمريكية، إن الرئيس السابق لمصر حسنى مبارك عندما تنبأ بحدوث فوضى من بعده- مثلما هو واقع فى مصر فى الوقت الراهن -كان لأنه خطط لها.
وترى المجلة أن تنبؤ الرئيس السابق حسنى مبارك بالفوضى لم يأت ببساطة كتحليل سياسى دقيق من جانبه، بل كان وعدا، فمبارك كان المؤلف الرئيسى للسياسات المتخلفة التى ورثها المصريون خلال العامين الماضيين، عندما أطاحوا بنظام مبارك.
وتابعت المجلة: خلال العقود الثلاثة التى قضاها مبارك فى السلطة، تقلصت المؤسسات السياسية أكثر مما كانت تنمو. ورفض، ومن قبله سلفه أنور السادات، أن يسمحا بازدهار أحزاب سياسية حقيقية، والمجتمع المدنى والمنظمات غير الحكومية تم قص أجنحتها بسهولة. وكان التنظيم الوحيد الذى ازدهر هو الإخوان المسلمين، إلى جانب الجيش، لأن التهديد بإدارة الإسلاميين لمصر كان عنصرا ضروريا لكى يجعل مبارك من نفسه رئيسا لا غنى عنه.
وتمضى المجلة قائلة: مبارك افتقر للعديد من الأدوات التى يتمتع بها حكام طغاة آخرون لتعزيز شرعيتهم. فلم يستطع الاعتماد على عائدات الموارد الطبيعية مثلما يحدث فى السعودية وفنزويلا وروسيا، أو معدلات النمو الاستثنائية مثل الصين وفيتنام. فكان سلاحه الرئيسى هو إشعال مخاوف الشعب مما قد يحدث لو لم يكن موجودا، وبنى شرعيته على تاريخ بديل، على أحداث لم تقع لكنه أصر على احتمال وقوعها، وكان المبرر السياسى الرئيسى لوجوده هو الخوف من المجهول.
واتضح أن مبارك لم يكن مخادعا- حسبما تقول المجلة- وأن المخاطر حقيقية، فالاشتباكات العنيفة فى شوارع مصر لم تعد غريبة، وأصبحت البلاد تعيش التاريخ البديل بالفعل.
وتذهب المجلة إلى القول بأن الفارق الآن عما كان عليه الحال قبل عامين، هو أن تسامح الشعب مع الفوضى الثورية أصبح قليلا، فالكثيرون من الذين صوتوا لصالح الإخوان المسلمين ربما يستعدون الآن لقبول رئيس يحفظ السلام، وهو من المرجح أن يكون عسكريا يتخلى عن زيه الميرى مقابل بدلة أنيقة ورابطة عنق.