اجتمع ممثلون عن جماعة “حسيدي برسلاف” اليهودية المتدينة مع مسؤولين فلسطينيين في مقر المقاطعة برام الله، لبحث سبل تنسيق زيارة أعضاء الجماعة الى مقام النبي يوسف في مدينة نابلس، متخطية بذلك التنسيق مع الجيش الإسرائيلي، وذلك كما أفاد موقع صحيفة “القدس” نقلاً عن صحيفة “معاريف” الإسرائيلية.
وقد بادر أعضاء المجموعة للدعوة الى اللقاء نتيجة لـ “عدم تجاوب الجيش الإسرائيلي مع مطالبهم، لترتيب زيارتهم لمقام يوسف”، مما دفعهم الى التوجه الى اللواء جبريل الرجوب في الأسابيع الأخيرة بطلب التدخل في الموضوع. وتجاوزت مطالب المجموعة مجرد التنسيق للزيارة لتشمل ضمان السلطة الفلسطينية العزل بين الجنسين أثناء هذه الزيارات.
وكان من المقرر ان يشارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اللقاء، إلا انه اعتذر بسبب مغادرته الى مصر للمشاركة في مؤتمر القمة الـ 12 لمنظمة التعاون الإسلامي. ووصل الى رام الله وفد من “حسيدي برسلاف” مكون من 7 أشخاص حيث التقوا بمسؤولين فلسطينيين و “أعربوا خلال اللقاء عن استعدادهم لفتح قنوات اتصال جديدة، من شأنها ان تؤدي الى تسهيل دخول الجمهور اليهودي الى المدن الفلسطينية دون أي خوف على حياتهم”.
وتناول الجانبان كذلك إمكانية زيارة اليهود قبر يهوشع بن نون في قرية كفل حارس في جنوب نابلس، وقبر عتينال بن كِنز في حلحول، لكن لم يتم التوصل بعد الى صيغة مشتركة حول إجراءات محددة لترتيب الزيارات لهذين الموقعين.
وتقتبس “القدس” عن الصحيفة الإسرائيلية ان مسؤول فلسطيني شارك في الاجتماع الذي تجاوزت مدته ساعة قوله انه “لا مشكلة من جانبنا من دخول المتدينين الى مقام يوسف، ومن الممكن الاعتماد على الفلسطينيين لتنظيم الترتيبات اللازمة لمثل هذه الزيارات على أكمل وجه “.
كما أكدت مصادر في رام الله ان “الفلسطينيين سوف يهتمون بسلامة زوار المقام، وكذلك إتاحة المجال امامهم لزيارة المقام نهاراً”، وذلك على عكس ما يكون الحال عليه عند التنسيق مع الجيش الاسرائيلي، حين تتم مثل هذه الزيارات خلال ساعات الليل.
هذا وصرحت عنان الاتيرة نائب محافظ نابلس انه من الأفضل ان يكون تنسيق هذه الزيارات مع الجانب الفلسطيني بعد التنسيق معه، “لأن المستوطنين وجيش الاحتلال يخلقون لنا المشاكل عند كل زيارة”.
وقد أعلنت مصادر في الجيش الإسرائيلي عن عدم ارتياحها للقاء الذي تم في المنطقة المصنفة A(التي تخضع أمنياً وإدارياً للسلطة الفلسطينية بحسب اتفاق أوسلو)، واصفة إياه بالأمر غير السار، خاصة “في أعقاب الامر الذي أصدره قائد المنطقة، بمنع الزيارة دون ان يتم التنسيق المسبق مع الجيش”.
وشدد المصدر ذاته على ان “الدخول الى المكان خطر جداً، ولا يمكن الاعتماد على الاتفاق الذي تم التوصل اليه، وان من يقوم بذلك، يُعرّض حياته، وحياة الجنود الاسرائيليين للخطر”.