(CNN) — قال الأكاديمي والمحلل السياسي، محمد المصري، إنه كان يراهن حتى النهاية على عدم تحرك القوى الأمنية لإنهاء الاعتصام في ميداني “رابعة” و”النهضة”، ورأى أن جماعة الإخوان المسلمين لن تخرج من الشارع لأنه لم يعد لديها ما تخسره، معتبرا أن الرئيس المعزول، محمد مرسي، ارتكب الكثير من الأخطاء ولكن عهده شهد الكثير من الحريات المفقودة اليوم.
وقال المصري، الأستاذ في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بلقاء مع CNN: “لقد كنت مخطئا باعتقادي أن قوات الأمن لن تقوم بارتكاب فظائع جماعية جديدة، وقد كنت أظن ذلك ليس لأنني أعتقد بأن لدى قوات الأمن معايير أخلاقية كبيرة وإنما لأنني أعتقدت بأن شخصا ما في الحكومة سيعترض ويقول بأن الأمر سيكون له نتائج عكسية بنهاية المطاف.”
وتابع المصري قائلا: “ما سيجري الآن هو أن المحتجين المعارضين للحكومة المدعومة من الجيش سينزلون إلى الشارع بأعداد أكبر.”
وتابع المصري قائلا إن الرئيس المعزول، محمد مرسي “كانت له بعض القرارات الصائبة، كما أقدم على اقتراف الكثير من الأخطاء” ولكن مصر في عهده كان فيها الكثير من الفرص والإمكانيات المتاحة، مثل حرية تأسيس الأحزاب والانضمام إليها وامتلاك صحيفة خاصة.
وتابع المصري بالقول: “كان هناك توازن قوى، فرئيس الوزراء كان بقوة رئيس الجمهورية تقريبا بحسب النظام الجديد، وكان هناك عدد محدد من الدورات التي يمكن أن يقضيها الشخص بمنصبه كما جرت انتخابات بشكل دوري، أما الآن فلدينا نظام إدارة حصري. الأمر لا يقتصر على إزاحة مرسي بالقوة من السلطة بل وإغلاق القنوات التلفزيون أيضا.. أي خنق كافة الأصوات.”
ولفت المصري إلى سيادة ما وصفه بـ”الخطاب الإقصائي” ضد جماعة الإخوان المسلمين التي تحول وصفها بين ليلة وضحاها من حزب يدير الحكومة إلى “منظمة إرهابية.”
واستبعد المصري أن تتجه الأمور نحو الهدوء قريبا قائلا: “ليس لدى أعضاء الإخوان المسلمين من سبب لترك الشارع الآن، فهم قد فازوا في خمس عمليات انتخابية متتالية، وبالتالي فإن صندوق الانتخابات في مصر يبدو وكأنه بدون قيمة، وبالتالي فإن خيار ترك الشارع والعودة إلى المنزل لا يبدو منطقيا، رغم أنهم بالمقابل يتعرضون للملاحقة في الشارع.”