قال المحلل السياسي فيصل عبد الساتر في حديث لقناة “روسيا اليوم” من بيروت الخميس 14 مارس/آذار ان “هناك ثنائية بريطانية-فرنسية تتحكم بالعقلية الاوروبية تعيد بالذاكرة الى اقتسام هذه المنطقة بموجب معاهدة سايكس-بيكو والتي كان يحاول من خلالها الفرنسيون والبريطانيون تقسيم سورية الى دويلات في تلك الحقبة”.
وفي نفس الحديث للقناة من باريس، اعتبر مدير مكتب صحيفة “الشرق الاوسط” ميشال أبو نجم ان “حجة القول بأن تقديم السلاح الى المعارضة السورية سيزيد من وتيرة العنف، الذي هو موجود، مردودة لان العنف موجود”، موضحا ان “الوضع اليوم في سورية، وكما يقول الفرنسيون والبريطانيون والاوروبيون، غير متوازن، فهناك النظام الذي يتمتع بكل انواع الاسلحة المكدسة منذ عشرات السنين، كما هناك دعم بالسلاح وبأعداد متواصلة من روسيا وايران واطراف اخرى، وبالمقابل، هناك بالطبع سلاح يصل الى المعارضة لكنه ليس كافيا ليحدث نوعا من التغيير او لتدافع عن نفسها”.
واضاف ان “بداية اي حل سياسي في سورية لا يمكن ان يحصل طالما ان النظام يعتبر انه قادر عسكريا على الصمود، ان لم يكن على الفوز، وبالتالي يرفض الحوار الا ضمن شروطه”.
من جانبه، رأى عبد الساتر ان “من حق الدولة السورية اتهام المجتمع الدولي بالكيل بمكيالين”، مشيرا الى ان “البريطانيين والفرنسيين، كما الامريكيين، قدموا في السابق كل انواع الاسلحة (للمقاتلين في سورية) والا فمن اين اتت هذه الاسلحة؟”.
بينما اوضح ميشال ابو نجم ان “التفكير الغربي يقول انه اذا لم ندعم الاطراف المعتدلة داخل المعارضة السورية والجيش الحر فان الاطراف المتشددة والاصولية هي التي سيكون لها الغلبة، وبالتالي ستفقد الثورة معناها الاساسي، مما يعني ان الحرب والفوضى ستستمران، وانه اذا سقط النظام فالذي سيأتي بعده لن يكون افضل منه”.
غير ان فيصل عبد الساتر رفض هذه الفكرة مشيرا الى ان “ارسال السلاح الى بعض المعتدلين السوريين يلزمه الكثير من الدقة لان التقارير الاعلامية تتحدث الآن عن ان الجيش الحر نفسه اصبح يتكون اكثر من نصفه من التيارات الاصولية”.