استهل ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كلمته الرئيسية في القمة الحكومية بدورتها الثالثة 2015 في دبي، اليوم الاثنين، بتوجيه التعزية للحضور المقدر عددهم بنحو 4 آلاف من رؤساء الحكومات والوزراء وكبار الشخصيات القيادية والمختصين من 93 دولة حول العالم، بالعزاء في الراحل الكبير الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.
وقال الشيخ محمد بن زايد إن “عزاءنا برحيل الملك عبدالله هو أن الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في أيد أمينة، وخير خلف لخير سلف، فالملك سلمان بن عبدالعزيز رجل حكيم ومتمرس بالحكم، وقد قام بنقلة كبيرة في المملكة لجيل جديد نتمنى لهم كل التوفيق”.
وبدأ ولي عهد أبوظبي كلمته بإلقاء التحية على راعي الحفل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قائلاً: “بداية أتقدم بتحية لأخي وصديقي ومعلمي محمد بن راشد ولضيوف الإمارات أهلاً بكم”. كما أتقدم بخالص العزاء في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، معقباً على ذلك بالقول إن “الملك عبدالله بن عبد العزيز كان محباً للإمارات ومحبوباً من أهل الإمارات”.
واستعرض ولي عهد أبوظبي، أمام الحشد العالمي، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، منجزات الإمارات الحضارية، مؤكداً أن دولة الإمارات تبني خططا لتنمية الموارد عبر استراتيجيات ورؤى بعيدة المدى تصل إلى 50 سنة مقبلة، وتتطلع في رؤيتها إلى حال الاقتصاد بعد مرحلة أفول النفط.
واستذكر الشيخ محمد بن زايد وقفة رجال الإمارات تجاه القضايا الخليجية والعربية، مستذكرا مواقف أبناء بلاده أثناء غزو الكويت، وأثناء المحن الحالية، مؤكدا أن القطاع الخاص الإماراتي قدم الكثير عبر الاستثمارات الكبيرة التي قدمها المستثمرون الإماراتيون إلى مصر في الوقت الحاضر من دون مقابل.
كما استذكر إنجازات الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ورؤيته التي خلقت جيلا إماراتيا قادرا على العطاء والتطوير والاستفادة من تجارب العالم في خلق دولة حضارية متحدة بعزيمة صلبة، مؤكدا أن دولة الإمارات لديها منذ منتصف السبعينات جهاز استثمار يعد اليوم ثاني أكبر جهاز للاستثمار بالعالم.
وتحدث عن البرنامج النووي الإماراتي، واصفا إياه بالعملاق، مؤكدا أن افتتاح المحطة الأولى سيكون في موعده المحدد عام 2017، ونتشرف أن ندعو الجميع إلى افتتاح المفاعل الأول الإماراتي، مستعرضاً عدداً من المنجزات الأخرى المميزة، من بينها مصنع “ستراتا” لهياكل وقطع الطائرات المدنية، والذي تستفيد منه الشركات العملاقة في العالم، ومن بينها شركتا “إيرباص” و”بوينغ”.
ولفت إلى أن مصدر فخره “كإماراتي أن مصنع ستراتا يعمل به إماراتيون، وأن 80 بالمئة من القوى العاملة في هذا المصنع من عنصر المرأة الإماراتية”.
وتقدم الشيخ محمد بن زايد بالتهنئة إلى دبي التي تفوقت مطاراتها على مستوى العالم، وتمثلت بزيادة المسافرين عبر مطار دبي الدولي عن 70 مليون مسافر سنوياً، وهذه منجزات حضارية واقتصادية كبيرة.
وعن أهم ما يشغل بال الاقتصاديين في العالم، طمأن الشيخ محمد بن زايد المشاركين حيال قدرة دول الخليج على مواجهة انخفاض سعر النفط، قائلاً: “البترول قبل عقود وسنوات ارتفع إلى أعلى مستوى، وهبط سابقا إلى أدنى مستوى والسفينة ماشية”.
وأكد الشيخ محمد بن زايد أن بلاده ودول الخليج العربي، تواجه تحديات “الشرق الأوسط”، متعهدا بأن تظل هذه المنطقة “يطلع منها خير ونحن موجودون”.
واعتبر أن إقامة الإمارات علاقات بناءة مع جميع الدول، وريادتها في تقديم الدعم الإنساني والتبرعات حول العالم، هو دليل على استمرار النهج المعطاء لأجيال الإمارات.