أعاد حادث إصابة 6 أطفال في انفجار قنبلة عنقودية في إحدى بلدات صور بجنوبي لبنان الأسبوع الماضي، التذكير بأن الجنوب اللبناني لم يتحرر كاملا من آثار الحرب الإسرائيلية عام 2006.
فقبل تسع سنواتـ، ألقى الطيران الإسرائيلي أكثر من 4 ملايين قنبلة عنقودية على جنوب البلاد، وفق أغلب تقديرات المنظمات الدولية.
وتسببت الذخائر العنقودية ومخلفات الحرب بمقتل أكثر من 400 شخص منذ 2006، تسعون في المئة منهم من المدنيين وثلثهم من الأطفال. كما أنها أدت إلى عشرات الإعاقات، معظمها كانت من نصيب الأطفال.
ورغم أن جهود قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة بالتعاون مع منظمات دولية وقوات الجيش اللبناني قد نجحت في تنظيف أكثر من 70 % من الأراضي الملوثة بمخلفات الحرب، مثل القنابل غير المتفجرة والقنابل العنقودية والألغام، إلا أن النسبة المتبقية لازالت تحتل عددا كبيرا من المساحات في قرى الجنوب اللبناني.
وبحسب تقرير للأمم المتحدة، لم تقتصر تداعيات القنابل العنقودية غير المنفجرة على إسقاط عدد من الضحايا الأبرياء من المدنيين خصوصاً الأطفال، بل امتدت الى التأثير على القطاع الزراعي وهو محور الأنشطة الاقتصادية في جنوب لبنان، حيث لا زالت عشرات الآلاف من تلك القنابل منتشرة في المزارع والحقول.
والذخائر العنقودية من أنظمة التسليح المعقدة التي تحتوي على مئات القنابل الصغيرة، ذات الطبيعة الانشطارية والانتشار العشوائي في دائرة يصل مداها إلى 1 كيلومتر مربع تقريباً، وهي تعادل بخطورتها وتأثيرها ما ينجم عن قنابل النابالم الحارقة.
وتتميز القنابل العنقودية بافتقارها إلى عنصري الدقة والموثوقية في إصابة الأهداف العسكرية فضلاً عن إلحاقها الأذى بعدد كبير من الضحايا المدنيين سواء خلال النزاع أم بعد انتهائه نتيجة وجود القنابل غير المنفجرة في المناطق المأهولة.
وتعد عمليات نزع الألغام أسهل نسبيا من عمليات تنظيف الأراضي من القنابل العنقودية، حيث يمكن اتباع خرائط توزيع الألغام التي زرعتها إسرائيل عبر طلب مباشر من الأمم المتحدة، لكن يستحيل التعرف عن مناطق انتشار القنابل العنقودية ومخلفات الحرب الأخرى بشكل دقيق، نتيجة تناثرها بشكل عشوائي.