لم تكن منطقة مدينة نصر بالعاصمة المصرية القاهرة شاهدة على اعتصام رابعة العدوية وحده، بل شهدت أيضاً القبض على عدد من أبرز قادة جماعة الإخوان المسلمين، في مفارقة تدعو للتساؤل حول الجدوى من الاختباء في منطقة شهدت فض الاعتصام قبل شهر، إضافة إلى تواجد العديد من المنشآت العسكرية بداخلها.
محمد بديع مرشد جماعة الإخوان، كان أبرز من سقطوا بأيدي الأمن داخل مدينة نصر، تبعه أحمد عارف القيادي بالجماعة، ومن ثم كان يوم الثلاثاء الماضي شاهداً على اعتقال جهاد الحداد وثلاثة من قيادات الإخوان داخل إحدى الشقق السكنية بالمنطقة ذاتها.
جلبت تلك الأخبار العديد من ردود الأفعال الساخرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تعليقاً على اختباء قيادات الجماعة داخل مدينة نصر التي أصبحت تشبه الثكنة العسكرية.
الطبيعة الجغرافية ودواعي المنطق
يرى البعض أن ظروف فض اعتصام رابعة العدوية وضيق الوقت حينها هو ما دفع عناصر الجماعة إلى الاختباء داخل أقرب منطقة سكنية وهي مدينة نصر. وبسبب الطبيعة الجغرافية والتضييق الأمني، ومع مرور الوقت أصبح عسيراً على تلك القيادات الخروج من المنطقة، ما جعلهم يسقطون بأيدي الأمن المصري واحداً تلو الآخر داخل مدينة نصر.
ورأى الخبير الأمني اللواء محمود قطري، في تصريحاته للعربية نت، أن ما يحدث حالياً يدل على خبث شديد من طرف جماعة الإخوان المسلمين، واقتداء بما فعله البعض في الماضي، أمثال ريا وسكينة، من الاختباء بالمنطقة التي شهدت النزاع مع الترويج لأخبار تفيد بخروجهم من مصر.
واعتبر أن الكراهية المعهودة بين الشرطة والإخوان ساعدت على نجاح الأمن بمهمة القبض على القيادات الإخوانية، مشيراً إلى نجاح الشرطة في استرجاع قوتها على الرغم مما يعانيه الجهاز الأمني.
خيال ضعيف وافتقاد للحس الأمني
من جهته، أكد الدكتور تقادم الخطيب، مسؤول الاتصال السياسي في الجمعية للوطنية للتغير، أن ما جرى يدل على افتقاد جماعة الإخوان للحس الأمني، مشدداً على أنها تلجأ فقط إلى فكرة الاختباء تحت الأرض، مستخدمة أسلوباً من أساليب التمويه.
واعتبر الخطيب، في تصريحاته لـلعربية نت، أن ما جرى يثبت أن الجماعة تمتلك خيالاً ضعيفاً، وهو ما يعني أن التنظيم يواجه مشكلة كبيرة.
وأوضح أن المجموعة التي اعتقلت بصحبة جهاد الحداد، هي من أهم الكوادر المسؤولة عن طلبة الجامعات المنتمين للإخوان.
وشرح الخطيب أن ما يجري حالياً هو عملية تجفيف لمنابع جماعة الإخوان، خاصة بعد عمليات اعتقال قيادات الصف الأول والصف الثاني، خاصة مع افتقار التنظيم إلى الكوادر في الوقت الحالي.