العربية- أبلغ أبو الليث حوران، الناطق الإعلامي باسم كتيبة شهداء اليرموك، التي تختطف جنودا فلبيين في سوريا، قناة “العربية”، أن قوات نظام الأسد هي التي عطلت الإفراج عن المخطوفين، وتعمدت قصف مكان وجود المراقبين الدوليين لإحداث الفتنة.
وقال أبو الليث، ليلة الجمعة إلى السبت، إنه ينتظر أن يتم الإفراج عن المخطوفين على الساعة السابعة صباحا من يوم السبت، مفسرا قرار احتجاز المراقبين الدوليين بأنه جاء “لضرورات أمنية ودفاعا عن المدنيين”.
وفي حديث مع “العربية”، قال أحد المراقبين الدوليين المخطوفين في سوريا، إنه ” الخاطفين أبلغوهم أنه سيتم الإفراج عنا السابعة والنصف من صباح غد (السبت)”، وأكد المتحدث بخصوص معاملة الخاطفين لهم بقوله ” نحن في مكان آمن ونعامل معاملة حسنة”.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أن الجهود المبذولة لضمان الإفراج عن الجنود المحتجزين ستستمر اليوم السبت، موضحة أن عدم إتمام عملية تسليم جنود حفظ السلام جاء بسبب عدم استتباب الأمن و”حلول الظلام”.
وقبل ذلك، أعلنت الحكومة الفلبينية فشل المفاوضات مع المجموعة التي تختطف 21 مراقباً احتجزتهم في الجولان، أمس الخميس. وبحسب المصادر العسكرية الفلبينية فإن الجماعة المختطفة ما زالت تطالب بانسحاب قوات الأسد من المنطقة.
وفيما يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة، اليوم الجمعة، لمناقشة التطورات في الجولان، كشف مسؤول في الأمم المتحدة أن المنظمة الدولية قلصت دوريات مراقبيها في المنطقة، مضيفاً أن على المنظمة تكييف وجودها هناك مع الدواعي الأمنية.
وكان معارضون سوريون ينتمون إلى “لواء شهداء اليرموك”، احتجزوا المراقبين العاملين في قوة مراقبة خط فض الاشتباك في الهضبة، جلهم يحملون الجنسية الفلبينية.
وأكد المسؤول أن المفاوضات مستمرة مع الخاطفين، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة لا تملك فكرة واضحة حتى الآن عن مطالبهم رغم ما أشيع عن مطالبتهم بانسحاب جيش النظام من قرية” جملة”الحدودية مع إسرائيل كشرط لإطلاق سراحهم.
هذا وعبرت إسرائيل عن ثقتها في قدرة الأمم المتحدة على إطلاق سراح جنود قوة لحفظ المحتجزين لدى الجيش الحر، وفي الوقت نفسه تتخوف تل أبيب من أن تؤدي هذه الحادثة إلى رحيل قوات الأمم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك في الجولان، والذي من شأنه أن يخلق فراغاً خطيراً في المنطقة العازلة التي تتواجد فيها، بحسب ما أعلن مسؤول إسرائيلي.
فانسحاب جيش النظام السوري من قرية “جملة” الحدودية مع إسرائيل هو شرط مقاتلي المعارضة للإفراج عن مراقبي الأمم المتحدة المحتجزين لديهم.
المرصد السوري لحقوق الإنسان نقل عن متحدث باسم لواء شهداء اليرموك، التابع للجيش الحر والذي يحتجر المراقبين قوله، إنهم لن يلحقوا بهم أي أذى، لكنهم يصرون على مطالبهم.
المراقبون الذين كانوا يقومون بمهمة إمداد معتادة بحسب الأمم المتحدة، يبلغ عددهم 21 عنصراً، ويحملون الجنسية الفلبينية، احتجزوا عند نقطة المراقبة 58، والتي أصيبت بأضرار الأسبوع الماضي، بسبب القتال بين مقاتلي المعارضة وجيش النظام.
أما قرية جملة التي يطالب مقاتلو المعارضة جيش النظام بالانسحاب منها شرطاً لإطلاق سراح المراقبين، فهي تقع على بعد كيلومتر شرق خط وقف إطلاق النار الفاصل في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وطالب رئيس قوات حفظ السلام الدولية، هيرفي لادسوس، بالإفراج عن المراقبين المحتجزين، مشيراً إلى أن مفاوضات تجري مع مقاتلي المعارضة.
هذا واستنكرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند بشدة، اختطاف عناصر قوات حفظ السلام في مرتفعات الجولان بين سوريا وإسرائيل.
وطالبت فصيلة اليرموك، التي كانت قد أعلنت مسؤوليتها عن العملية، بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المحتجزين.
وقالت: “لقد بعثنا برسالة حازمة إلى المعارضة السورية بضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن المحتجزين. هذا أمر غير مقبول على الإطلاق. ليست هذه الطريقة المناسبة للتعاطي مع الصعوبات في سوريا”.
كما جددت نولاند إدانتها لأعمال العنف التي يرتكبها النظام بحق الأبرياء، ونددّت بتورط حزب الله اللبناني في القتال داخل سوريا.
وأضافت: “نحن ندين أعمال العنف التي يرتكبها النظام بحق شعبه، وندعوه لوقفها فوراً. كما ندعو حزب الله اللبناني للكف عن التورط في الأزمة السورية.. لدينا تقارير تفيد بأنه يقاتل إلى جانب النظام، ويسيطر على بعض القرى في محافظة حمص على الحدود اللبنانية السورية.