العربية.نت- أعلن مسؤولون محليون مقتل 19 في اشتباكات قبلية جنوب ليبيا، اندلعت أمس الجمعة في محيط مدينة سبها الجنوبية، بين قبائل التبو من جهة والأشراف وأولاد سليمان من جهة أخرى.
وقال أيوب الرزوق رئيس المجلس المحلي في سبها إن “مواجهات عنيفة نشبت هذا الصباح (السبت) بين قبيلة التبو وقبيلة أولاد سليمان وسجل حتى الآن سقوط 19 قتيلا و20 جريحا”.
وفي وقت سابق، أوضحت من جهة أخرى مصادر لجريدة “الشرق الأوسط” أن تجدد الاشتباكات بين القبائل الليبية في الجنوب يأتي على خلفية هجوم، وقع الأربعاء الماضي، على آمر المنطقة العسكرية، وتصفية آمر كتيبة الحق منصور الأسود، مشيرة إلى أن الثوار في سبها حاصروا كتيبة للتبو، مساء أمس، حيث جرى تبادل لإطلاق النار.
وتعني هذه الاشتباكات، بحسب مراقبين محليين، انهيار الهدنة التي جرى إبرامها العام الماضي بين القبائل العربية وقبائل التبو، إثر مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 140 شخصاً.
وتصاعدت الاضطرابات بين قبيلة أولاد سليمان والتبو، إثر مقتل قائد ميليشيا من أولاد سليمان ببلدة تراغن جنوب سبها يتهمه التبو بقتل كثير من أبنائهم، مشيرة إلى أن هناك ما وصفته بمحاولات حشد للقوات من الجانبين، على الرغم من محاولات قبلية محدودة تجري لتهدئة الوضع.
ولم يصدر أي بيان رسمي من السلطات الليبية تعقيباً على هذه التطورات المفاجئة التي تأتي في وقت تنشغل فيه الدولة الليبية بمشكلات الشمال أكثر من الجنوب، بسبب وجود كل المؤسسات الحيوية هناك.
وقال مسؤول محلي في سبها: “الدولة يجب ألا تغفل عن وجود منابع النفط قرب مناطق التوتر، ففي الغرب حقول أوباري والشرارة والوفاء، وفي الجنوب الشرقي أكبر الحقول النفطية الليبية حقل السرير”.
وأضاف المسؤول: “إذا انتقلت المواجهات إلى هذه الحقول النفطية، فسيتوقف إنتاج وتصدير النفط الليبي في هذه المنطقة، مما يعني أن الحقول النفطية ستخرج تماماً عن سيطرة السلطات الليبية، كما هو حاصل في بعض حقول المنطقة الشرقية”.
وتعيش جماعة التبو العرقية أساساً في تشاد، لكنها تسكن أيضاً مناطق من جنوب ليبيا، علماً بأنها لعبت دوراً بارزاً في الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، في الثورة الشعبية ضده قبل نحو عامين، بدعم من حلف شمال الأطلسي (الناتو).