يصلي ابو ابراهيم وعائلته كل احد في المنزل الذي يتشاركونه مع مقاتلين معارضين في مدينة دير الزور في شرق سوريا. لكن هذه العائلة المسيحية المعارضة للرئيس السوري بشار الاسد، تخشى ان تضطر لمغادرة البلاد في حال فرضت “جبهة النصرة” الاسلامية قوانينها بعد سقوطه بحسب فرانس برس
ويقول ابو ابراهيم: “نحن العائلة الاخيرة (المسيحية) المتبقية في دير الزور”. وهي المنطقة التي ما زالت تحت سيطرة القوات النظامية، لكنها تشهد معارك منذ نحو عشرة اشهر.
ويشير المرصد السوري لحقوق الانسان الى ان غالبية السكان المسيحيين غادروا دير الزور بسبب اعمال العنف، بعدما كان عددهم فيها يقارب أربعة آلاف شخص.
ويضيف ابو ابراهيم ان هؤلاء “غادروا مع بداية النزاع، ولجأوا الى مناطق خاضعة لسيطرة النظام خوفا من إسلاميي جبهة النصرة”.
وتحظى “الجبهة” التي أدرجتها واشنطن على لائحة المنظمات الارهابية، بحضور واسع في شرق سوريا، وشكلت قبل ايام مع مجموعات اسلامية اخرى، “الهيئة الشرعية للمنطقة الشرقية في سوريا” التي ستتولى ادارة شؤون المناطق الخاضعة لسيطرتها.
واشار المرصد السوري الى ان مدينة الميادين في محافظة دير الزور، تشهد منذ الاعلان عن تأسيس الهيئة، تظاهرات معارضة لجبهة النصرة.
ويقول ابو ابراهيم “لم نواجه مشكلات معهم حتى الآن”. ويوضح انه رغم ذلك “نحن خائفون منهم، ولسنا الوحيدين. مقاتلو الجيش السوري الحر (يخافون) ايضا. في دير الزور، الجميع خائف منهم. هم اقوياء جدا وافضل تسليحا من بقية المقاتلين المعارضين”.
ويتابع “عندما يسقط بشار الاسد، سنرى ما هي نياتهم الحقيقية. اذا قرروا اقامة دولة اسلامية تحكمها الشريعة، لن يكون ثمة خيار لنا، نحن المسيحيين والمجموعات الاخرى، سوى ترك هذه البلاد، وسنرحل”.
من جهته، يقول عمر وهو واحد من 15 مقاتلا معارضاً يقيمون في المنزل نفسه مع عائلة ابو ابراهيم، ان الكثيرين “صدقوا اكاذيب النظام التي تحدثت عن مجازر ترتكب بحق المسيحيين في المناطق الاخرى، وهربوا بدافع الخوف”.
ويضيف المقاتل وهو يحمل مسبحته، ان النظام السوري “قصف كنائس” في دير الزور.
حتى الوقت الراهن، ما زال ابو ابراهيم وزوجته مريم واولادهما الثلاثة يرفضون اللجوء الى تركيا المجاورة رغم ان منزلهم دمر والكنيسة القريبة منه اصيبت باضرار جراء القصف.
وبعدما خسر عمله في مصافي النفط في محافظة دير الزور، افتتح ابو ابراهيم كراجا لتصليح السيارات كان زبائنه من مقاتلي المعارضة “حتى علم النظام بهذا الامر وقصف المنزل”.
ويتابع “هب المقاتلون لنجدتنا وخاطروا بحياتهم. اخرجونا من تحت الانقاض وامنوا لنا المأوى”.
ويرفض ابو ابراهيم اعتبار النزاع في سوريا طائفيا، موضحا انه “لو كان الامر كذلك لكانوا (المقاتلون) تركونا نموت تحت الانقاض”.
وتتشارك عائلة ابو ابراهيم المنزل مع مقاتلين من الجيش السوري الحر. وعنهم تقول مريم “جميعهم مسلمون ونعيش معا بسلام”. وتضيف هذه المرأة التي تطهو للمقاتلين وتغسل ملابسهم العسكرية “هم مثل اولادي”.
وامتنعت مريم منذ اشهر عن الخروج من المنزل خوفا من التعرض لمضايقات في الشارع لعدم ارتدائها الحجاب، لكنها تتصرف على راحتها في البيت “لأن المقاتلين يحترمون قناعاتي كما احترم معتقداتهم”.
ويؤكد عمر ان “جبهة النصرة لا تمثل معتقدات السوريين. نقاتل ضد العدو نفسه لكن يجب عليهم ان يرحلوا لحظة سقوط النظام”.
تم حذف التعليق من قبل مراقب نورت, بسبب:
عدم الالتزام باسم مستعار واحد
تنويه الى صاحب التعليق:
سيتم منعك من التعليق في حال تكرار مخالفة قواعد الكتابة في نورت.