أصدر عدد من مشايخ الدروز، الثلاثاء الماضي، بيانا ضد ما وصفوه بالمحاولات الإيرانية لتشييع الجبل والمحافظة. وجاء في البيان الذي صدر رداً على قيام عدد من الشيعة شراء أراض من السويداء لبناء حسينيات فيها: “نحن تجمع مشايخ يقظة الموحدون نعتبر أن هذا عملاً عدوانياً، ومحاولة لاختراق ثقافتنا، ونعتبره هجوماً علينا ويستوجب الرد”، حسب ما ذكر موقع “السورية.نت”.
وطالب المشايخ في بيانهم “المجموعات الشيعية ومن يقف وراءها بإغلاق مكاتبها والتراجع عن المشروع فوراً، والخروج من السويداء، وعدم تكرار مثل هذه المحاولات”. كما دعا البيان إلى عدم التعامل مع مثل هذه الجماعات، وعدم تقديم أي تسهيلات إليهم أي كانت كبيرة أو صغيرة، وبحسب البيان “كل من يتعاون مع هذه الجماعة يكون قد وقع في سخط الله، وعليه إثم كبير”.
وطالب البيان مشايخ العقل في السويداء بتحمل مسؤولياتهم والوقوف بوجه المشروع، وختم المشايخ بيانهم بالقول: “إذا لم يتم إيقاف مشروع الحسينيات سيتم التصدي لهم والتعامل معهم كأعداء”.
الشيخ أبو عماد تقي الدين من السويداء، قال في تصريح خاص لـ”السورية.نت”: “منذ مدة يحاول حزب الله وإيران كسب الدروز إلى جانبهم، ويتم ذلك عن طريق ثلاث خطوات: إما عن طريق دعوة الشبان العاطلين عن العمل للقتال داخل التنظيمات الشيعية، وإرسالهم للقيام بدورات تدريبية في إيران، وهذا تصدينا له بإصدار فتوى تحرم فيها قتال الدروز إلا ضد الذين يعتدون على ديارهم. ثم بعدها قامت بدعوة العديد من رجال الدين الدروز إلى قم وإلى طهران، تحت مسميات حوار الأديان، وقمنا بالاعتذار بهذا الخصوص، لأنه ليس لدينا مشكلة مع معتقد أي أحد، وننظر للذي يحدث في سوريا حدثا سياسيا”.
وعن محاولات التشيع في المناطق التي يسكنها الدروز يقول الشيخ أبو عماد: “قبل الأحداث الدائرة في البلاد كان العديد من العائلات الشيعية تأتي للسكن في مناطق الدروز، خصوصاً في جرمانا، القريبة من العاصمة، وأكثر ما يميز هذه العائلات غناها المادي. ومنذ أربع سنوات إلى الآن بدأت هذه السياسات تتغير، حيث أصبح هنالك العديد من الشيعة الذين يحاولون شراء الكثير من الأراضي وبأسعار عالية جداً، مستغلين حاجة الناس، لذلك نحن نراقب بحذر التواجد الشيعي في السويداء، وقد أخذنا العبرة بأحداث 6 أيار في جبل لبنان، نحن مع العيش المشترك، ولكن نرفض التواجد الديني النابع من خلفيات سياسية”.
يشار إلى أن ميليشيات حزب الله عن طريق سمير القنطار تسعى إلى جذب الدروز إلى صفها وإشراكهم في الحرب إلى جانبها، بينما يدعو السياسي اللبناني وليد جنبلاط دروز سوريا إلى عدم انجرار الدروز إلى مثل هذه المحاولات قائلاً: “لا مستقبل للدروز إلا الانسجام مع هويتهم العربية، ومحيطهم السني الذي يعيشون فيه”.