العربية.نت – نفى مدير أمن سيناء ما نقله التلفزيون المصري الثلاثاء 21 مايو/أيار عن مقتل مسلح في قصف جوي على إحدى قرى سيناء.
وأكد اللواء سميح بشادي أن إحدى المروحيات بمدينة رفح رصدت جمهوراً من المواطنين على شاطئ رفح فحلقت على ارتفاع منخفض بالقرب من التجمهر، وعند سؤالهم قال أحدهم إن هناك غريقاً في شاطئ رفح وتم انتشاله.
من جهة أخرى أفاد مراسل قناة “العربية” أن قوات الأمن أوقفت 11 شخصاً فيما لا يزال الغموض يكتنف موعد تنفيذ العملية العسكرية لتحرير الجنود السبعة المختطفين في سيناء.
وتشهد مدينتا الشيخ زوَيد ورفح تشديدات أمنية حيث يحتمل تواجد الرهائن والمختطفين هناك. وعلى صعيد متصل, تظاهر عدد من أبناء سيناء أمام مبنى المحافظة تضامنا مع الجنود المختطفين.
وكان التلفزيون المصري قد أعلن عن مقتل مسلح في قصف جوي لقرية “البرث” بشمال سيناء التي تشهد عمليات عسكرية مشتركة لقوات من الجيش والشرطة لملاحقة خاطفي الجنود السبعة. وقال التلفزيون إن القوات المهاجمة ألقت القبض على 3 مسلحين واستولت على 8 سيارات تخصّ العناصر المسلحة.
تضارب التصريحات حول بدء العملية
وتضاربت التصريحات حول بدء عملية تحرير الجنود المختطفين في سيناء منذ الخميس الماضي، حيث نفت مصادر عسكرية مصرية في وقت سابق البدء في عملية تحرير الجنود المختطفين، في حين كثفت القوات المسلحة من انتشارها في محيط رفح والشيخ زويّد.
ولفتت المصادر، بحسب ما ورد في “بوابة الأهرام”، إلى أن القوات تقوم حالياً بعمل ما يُسمى إعداداً لمسرح العمليات، حيث تنشر المدرعات والآليات العسكرية في محيط أوسع بهدف التضييق على الخاطفين ومحاصرتهم وغلق الطرق الرئيسية وزيادة الدوريات الثابتة والمتحركة لمنعهم من محاولات نقل الجنود.
وأكد مصدر عسكري وجود خطة لزيادة الدفع بعناصر من الجيشين الثاني والثالث لمواجهة الوضع في سيناء، منوهاً إلى أنه ليس كل تحرك أو تشكيل أو وجود أي دبابة أو مدرعة يكون إشارة لبدء لعملية عسكرية.
وكشف المصدر أن السر وراء تكرار إذاعة الوكالات لنبأ تحرك بدء عملية إنقاذ الجنود هو الرغبة في الاطمئنان على الجنود بأسرع وقت ممكن.
وقال إن القيام بعمل عسكري لتحرير الجنود لا يكون قراراً متسرعاً أو انفعالياً وليد اللحظة، ويأتي بالتنسيق بين القيادة السياسية والعسكرية وبعد استنفاد كل سبل التفاوض السلمي حرصاً على حياة المواطنين.
تعزيزات أمنية بسيناء
ولفت المصدر إلى عقد اجتماع يجمع بين قيادات الجيش، مشيراً إلى قيام قوات الشرطة بإرسال تعزيزات أمنية إلى سيناء لتدعيم القوات هناك تمثلت في القوات المتخصصة في الاقتحامات، ومجموعات تحرير الرهائن.
وأكد أنه تم تدعيم كافة القوات هناك بأسلحة متطورة ودروع واقية ضد الرصاص، في إطار الجاهزية والاستعداد لمداهمة البؤر الإجرامية وإتمام السيطرة الأمنية في شمال سيناء.
هذا وكشف وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم النقاب عن العديد من أسرار عملية اختطاف المجندين السبعة التابعين لقوات الشرطة والجيش بشمال سيناء، التي وقعت الخميس الماضي بمنطقة الوادي الأخضر على بعد نحو 7 كيلومترات شرقي مدينة العريش.
ونقلت “بوابة الأهرام” عن الوزير قوله: “إن الشيخ حماده أبوشيته، أحد قيادات التيار الجهادي بتنظيم “التوحيد الجهاد”، يعد الصندوق الأسود لهذه العملية، والذي طالب المختطفين عبر التسجيل المصور الذي أذيع الأحد على موقع “يوتيوب” ومواقع التواصل الاجتماعي بالإفراج عنه مقابل إطلاق سراح المجندين السبعة المختطفين”.
تم التخطيط للاختطاف منذ شهرين
وأشار إلى أن عملية اختطاف المجندين السبعة تم التخطيط لها منذ شهرين عقب مشادة كلامية وقعت داخل سجن استقبال طرة بين الشيخ أبوشيته وأحد ضباط السجن، قام على أثرها أبوشيته بالاعتداء على الضابط وإصابته بجرح عميق بالرأس استلزم نقله للمستشفى، وتم خلالها تحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة العامة لتولي التحقيق”.
وقال الوزير: “وبعد ذلك زاره أحد أشقائه بالسجن وأبلغه بما حدث له، فقام أنصاره في اليوم التالي بقطع الطريق في شمال سيناء بدعوى احتجاجهم على تعذيبه، ثم تقدم شقيقه هاني ببلاغ إلى النيابة العامة ضد وزير الداخلية ومأمور ورئيس مباحث سجن استقبال طرة يتهمهم بتعذيب شقيقه داخل السجن، مما تسبب في فقدانه البصر”.
وقال وزير الداخلية: إن النيابة العامة أمرت بتوقيع الكشف الطبي على أبوشيته بمعرفة الطب الشرعي لتحديد حقيقة إصابته بالعمى من عدمه، وفي ذات الوقت وردت معلومات لضباط مباحث قطاع مصلحة السجون حول رغبة أبوشيته في توقيع الكشف الطبي عليه خارج السجن لاعتزام مجموعة من أنصاره القيام بعملية مسلحة لتهريبه أثناء نقله للكشف عليه، فخاطب النيابة العامة لتوقيع الكشف الطبي على أبوشيته داخل السجن خشيه هروبه وهو ما رفضه المتهم وأسرته رفضاً باتاً.
وأشار إلى أن أسرته قامت قبل ثلاثة أيام من اختطاف المجندين السبعة بتنظيم مظاهرة أمام مديرية أمن شمال سيناء للمطالبة بالإفراج عنه، ولكن تم إجراء الكشف الطبي المبدئي عليه داخل السجن وأثبت كذب ادعائه الإصابة بالعمى.
وأشار وزير الداخلية إلى امتلاك الخاطفين صواريخ من طراز (سام 7)، وصواريخ مضادة للطائرات، وأخرى مضادة للدبابات والدروع، وكذلك ألغام مضادة للمركبات والأفراد، بعضها بلاستيكي لا تلتقطه مجسات الكشف عن الألغام.
كما يمتلك الخاطفون – وفقاً لوزير الداخلية – قنابل هجومية وآر بي جيه ومدافع نصف بوصة وجرينوف، وهي جميعها أسلحة لا تستطيع مركبات وآليات وزارة الداخلية التعامل معها بشكل منفرد في ضوء الامكانيات المتاحة له.
“الجيش والبدو يد واحدة”
وفي الوقت نفسه يعقد محافظ شمال سيناء اللواء السيد حرحور اجتماعاً مغلقاً مع عدد من كبار المشايخ أحيط بسرية تامة.
ومن جانبه، طالب الشيخ ناصر بريك، من أبناء قبيلة المزينة بسرعة الإفراج عن الجنود السبعة المخطوفين منذ صباح الخميس الماضي، مؤكداً أن البدو يرفضون خطف جنودنا حماة الحدود، لأنهم يقومون بحماية حدودنا الشرقية.
وأوضح بريك أنه ليس من عادات البدو خطف الجند، مشيراً إلى أن هناك خلايا ومنظمات ليسوا من أبناء سيناء، وهم من يقومون بعمليات التخريب، لافتاً إلى أن الأحزاب السياسية لا تتناسب مع وضع أبناء سيناء لأن البدو مجتمع قبلي، مطالباً بخروج جميع الأحزاب من سيناء.
وأعرب الشيخ ناصر عن بالغ أسفه الشديد عن عدم الإفراج عن الجنود حتى الآن، موضحاً أن مشايخ جنوب سيناء لن يسمحوا بدخول أي تنظيمات قد تضر الأمن القومي لمصر، مضيفاً أن “أبناء سيناء لهم مطالب مثل إسقاط الأحكام الغيابية والإفراج عن المسجونين ظلماً من عهد النظام السابق وإسقاط الاعتقالات من على الحاسب الآلي، وطالب وزير الدفاع بمراعاة الأهالي السالمين في حالة القيام بعملية عسكرية، لأن الجيش والبدو يد واحدة”.