قالت الرئاسة المصرية الاربعاء 6/2/2013، إن التقارب مع إيران مرهون بموقف طهران من الأزمة السورية، وبقبول الرأي العام المصري والعربي لهذا التقارب.
وعلى خلفية الزيارة الحالية التي يجريها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للقاهرة لحضور قمة منظمة التعاون الإسلامي التي بدأت اليوم، قال ياسر علي المتحدث باسم الرئاسة المصرية: “التقارب المصري مع ايران مرهون بقبول الرأي العام المصري والعربي له”؛ “لأن القيادات والحكومات تتحرك بناء على توجيهات الرأي العام”.
وأضاف “علي” في تصريحات لمجموعة من الصحفيين بمقر رئاسة الجمهورية أن “هذا التقارب مرهون أيضا بموقف طهران من الأزمة السورية التي تهم كل مصري وعربي ومسلم”، معتبرا أن إيران “تملك أن تكون جزءا من الحل” لهذه الأزمة.
ولفت إلى أن “مصر تجمعها مصالح مشتركة مع إيران وتركيا ودول الخليج وأفريقيا وتعمل لرعاية مصالحها”.
وانحسرت العلاقات المصرية الإيرانية، خلال الأعوام الثلاثين الماضية، بين التوتر والفتور، علي خلفية توقيع مصر معاهدة السلام مع إسرائيل في عام 1979، ثم دعم مصر للعراق في حربها مع إيران (1980- 1988)، واتهام القاهرة لطهران برعاية الإرهاب في الشرق الأوسط، ودعم الجماعات الإسلامية المسلحة في مصر خلال فترة التسعينيات.
وبعد قيام ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، صدرت تصريحات من المسئولين في البلدين تفتح الباب نحو إزالة الخلافات بين البلدين؛ حيث أعلنت القاهرة أنها تفتح صفحة جديدة مع كل الدول بما فيها إيران، بينما أعلن مجتبى أماني رئيس مكتب المصالح الإيرانية في القاهرة في فبراير/ شباط 2012 أن بلاده تبدي استعدادا لتقديم يد العون للدولة المصرية باعتبارها دولة شقيقة.
كما تبادل زعماء البلدين الزيارات؛ حيث أجرى الرئيس المصري محمد مرسي زيارة لطهران في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي والتقى خلالها نجاد، فيما بدأ نجاد زيارة إلى مصر، أمس، تستمر حتى صباح الجمعة المقبل، من أجل المشاركة في مؤتمر القمة الإسلامية الثاني عشر، وتعد هذه الزيارة الأولى لرئيس إيراني لمصر منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1979.
ودعا نجاد في تصريحات صحفية نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية اليوم إلى “تحالف استراتيجي” بين مصر وبلاده.
وقال نجاد في لقاء مع رؤساء تحرير عدد من الصحف والمجلات في مصر على هامش مشاركته في قمة منظمة التعاون الإسلامي بالقاهرة: “يجب أن نفهم جميعًا أنه ليس أمامنا إلا القيام بهذا التحالف الاستراتيجي؛ لأنه يصب في مصلحة الشعبين المصري والإيراني وغيرهما من شعوب المنطقة”.
واستدرك الرئيس الإيراني قائلا: “لكن يجب أن تتحقق الظروف الملائمة لذلك”، دون تحديد ماهية هذه الظروف.
دول الخليج أبدت من جانبها توجسا من التقارب المصري الإيراني بعد الثورة المصرية، وهو التوجس الذي حاولت القاهرة إزالته في أكثر من مرة .
وقال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في تصريحات للصحفيين أمس إن علاقات مصر بأية دولة لن تكون أبدا على حساب أمن دول أخرى، وأن أمن دول الخليج بالتحديد هو خط أحمر لها، ولن تسمح بالمساس به أبدا، مضيفا “إن أمن دول الخليج هو أمن مصر”.