(CNN)– أثارت تقارير إعلامية عن صدور قرار من الرئيس محمد مرسي، بإقالة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، جدلاً واسعاً في الشارع المصري، قبل أن تسارع كل من رئاسة الجمهورية والقيادة العامة للقوات المسلحة لنفي تلك التقارير، ووصفها بأنها “شائعات” تمس الأمن القومي.
جاءت التقارير عن إقالة السيسي، الذي لم يمر على تعيينه سوى نحو ستة أشهر فقط، في وقت تشهد فيه البلاد اضطرابات أمنية متزايدة واحتجاجات مناهضة للرئيس مرسي، الذي ينتمي إلى جماعة “الإخوان المسلمين”، في الوقت الذي جدد فيه الجيش تأكيده على وقوفه على مسافة واحدة من مختلف القوى السياسية.
وأعادت تلك “الشائعات”، بحسب ما وصفها المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة، إلى الأذهان قضية إقالة القادة السابقين للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي أدار شؤون البلاد خلال الفترة الانتقالية، في أعقاب إعلان تنحي الرئيس السابق، حسني مبارك، عن الحكم.
وقالت رئاسة الجمهورية، في بيان نشرته على صفحة المتحدث الرسمي باسمها على موقع “فيسبوك”، إنها تابعت “ما تداولته بعض الدوائر الإعلامية منسوباً إلى مصادر مجهلة، وردت تحت اسم (مصادر عسكرية مسؤولة)، تضمن جملةً من الأكاذيب والشائعات المختلفة.”
وأكدت “مؤسسة الرئاسة”، في بيانها، “اعتزازها وثقتها في الدور الوطني والقيادي المتميز، الذي يقوم به الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وما يحظى به من ثقة رئيس الجمهورية، والشعب المصري بأكمله.”
كما جددت رئاسة الجمهورية “تقديرها للقوات المسلحة المصرية، ممثلة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة وكافة ضباط وضباط صف وجنود الجيش المصري العظيم، وتحيي عطاءهم المستمر في حماية أمن الوطن وسلامته.”
من جانبه، قال المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة، العقيد أحمد محمد علي، إن المؤسسة العسكرية تتابع ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض وسائل الإعلام، من “الشائعات” المتعلقة بإقالة القائد العام للقوات المسلحة، وإبداء البعض لآرائهم تجاه هذا الموضوع، منسوباً إلى تصريحات “مصادر عسكرية مسؤولة.”
وأكد المتحدث العسكري أنه “لم يصدر أية بيانات أو تصريحات عن المؤسسة العسكرية بهذا الشأن”، وأن “المؤسسة العسكرية لا تتعامل مع مثل هذه الشائعات، وتدرك مخاطرها، وتهيب بالجميع توخي الدقة والحذر عند التعامل مع الموضوعات المتعلقة بالقوات المسلحة.”
وتابع أن “المؤسسة العسكرية تدرك حرج المرحلة التي تمر بها البلاد، وتحترم حق المواطن في معرفة الحقائق، وتحرص على ذلك، من خلال المتحدث العسكري”، الذي أشار البيان إلى أنه “المنوط به إصدار أية بيانات أو تصريحات تتعلق بالمؤسسة العسكرية.”
يُذكر أن الفريق أول السيسي كان قد حذر، قبل أيام، من خطر “انهيار الدولة” في حال استمرار الوضع الراهن في البلاد، مضيفاً أن الجيش سيبقى “العمود القوي” الذي ترتكز عليه أركان الدولة.