تستعد مصر في هذه الأيام لاستقبال الذكرى الثانية لإنطلاقة ثورة 25 يناير التي أطاحت بثلاثة عقود من حكم الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وسط حالة من الغليان والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية في ضوء انقسام مجتمعي واضح وموقف يزداد تأزما يوما بعد يوم. وقد أكدت وزارة الصحة المصرية الأحد 20 يناير/كانون الثاني مقتل 4 أشخاص وجرح 12 آخرين في مواجهات عنيفة بين الشرطة والسكان المحليين في منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية شمال العاصمة المصرية.
كانت الاشتباكات قد اندلعت على إثر مقتل مواطن عن طريق الخطأ خلال مطاردة الشرطة لأحد تجار المخدرات ليلة السبت. وقطع المئات من أهالي شبرا الخيمة أحد شوارع المدينة ومنعوا مرور السيارات باستخدام الأسلحة النارية والبيضاء احتجاجا على حادث مقتل مواطن على أيدي رجال الامن، كما حاولوا اقتحام قسم للشرطة. وكثفت قوات الأمن من تواجدها في محيط القسم وطوقت المبني بعدد من المدرعات منعاً لمحاولات الاقتحام المتكررة من جانب الأهالي. وقامت باستخدام الرصاص الحي وقنابل الغاز. كما هدد مدير أمن القليوبية بإنزال قوات الجيش، ما اعتبره البعض أنه محاولة جديدة لتوريط القوات المسلحة في النزاع بين الإخوان المسلمين والقوى السياسية المصرية.
من جانبها أكدت وزارة الداخلية المصرية، وشهود عيان أن المتظاهرين في أحداث شبرا الخيمة استخدموا الرصاص الحي والخرطوش وقنابل المولوتوف، فيما ردت قوات الأمن بإطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع، ووضعت حاجزا ارتفاعه ما يقرب من 5 أمتار أمام باب القسم منعًا لاقتحامه. واستمرت هذه الاشتباكات حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد. ويبدو الوضع هشا للغاية في هذه المنطقة. وفي حال استمرت المواجهات، فمن المحتمل أن تنزل قوات من الجيش، وفقا لتصريحات مدير أمن القليوبية.
قبل ذلك اندلعت أحداث مشابهة في ظهر السبت 19 يناير في الإسكندرية حيث خرجت تظاهرات ضخمة احتجاجا على تبرئة المتهمين بقتل الثوار أثناء الثورة. ووقعت اشتباكات واسعة النطاق أمام مجمع محاكم المنشية بين المتظاهرين وقوات الأمن التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع وطلقات الخرطوش والرصاص الحي.
وتجددت الاشتباكات في شوارع وسط الإسكندرية الاحد 20 يناير/كانون الثاني بين مئات من جنود الأمن المركزي ومئات المتظاهرين الذين تجمعوا أمام المجمع فور إعلان تنحي هيئة المحكمة عن النظر في القضية وما يستتبع ذلك من إجراءات مطولة قد تستغرق عدة أشهر لنقل القضية على دائرة أخرى للنظر فيها من جديد، الامر الذي تسبب في اشتعال مظاهرات كبيرة خارج قاعة المحكمة رددت هتافات ضد القضاء وطالبت بتطهيره. وحاولت قوات الأمن إبعاد المتظاهرين عن محيط المحكمة خوفًا من اقتحامها الأمر الذي أدى لوقوع اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين بدأت بالتراشق بالحجارة. وتبع ذلك وقوع مطاردات بالشوارع الجانبية المتفرعة من طريق الكورنيش في محيط مجمع محاكم الإسكندرية حيث تم إلقاء القبض على العديد من المتظاهرين بعد مطاردتهم حتى منطقة محطة الرمل التي تبعد نحو نصف كيلو متر عن مجمع المحاكم. وفي نفس السياق خرجت مظاهرات أمام مديرية أمن الجيزة، حيث قام المتظاهرون بقذف المبنى بالحجارة. فيما تم إيقاف سيارة تابعة لقوات الأمن المركزي في شبرا المظلات بالقاهرة ونشبت اشتباكات بين المتظاهرين وعناصر الأمن. وفي منطقة الوراق بالقاهرة حاصر الأهالي قسم الشرطة وقذفوا قوات الأمن بالحجارة. وسمعت أصوات إطلاق الرصاص في ميت عقبة وانقطع التيار الكهربائي عن عدد من المناطق والأحياء في القاهرة والمحافظات.
ويرى نشطاء سياسيون أنه على الرغم من صعوبة توقع أي شيء خلال الأسبوعين المقبلين، إلا أنه في كل الأحوال ستحدث بلا شك مفاجآت كثيرة. لا أحد يعرف من أي نوع. إذ من الممكن أن يكون هناك تصعيد بدرجات معينة وفي مناطق ومحافظات مختلفة. ومن الممكن أن تقوم جبهة الإنقاذ أو بعض قوى المعارضة الأخرى بمحاولة تهدئة الأمور من أجل كعكة الانتخابات. وقد تتنبه الجبهة والقوى السياسية الأخرى إلى أن الشارع يسبقها وقد يتخلى عنها ويتركها. ورأى هؤلاء النشطاء أن السيناريوهات كثيرة،مشيرين إلى ضرورة الانتظار لما يمكن أن تسفر عنه أحداث الفترة من 23 إلى 31 يناير الحالي. وأوضحوا أن الأمور ستظل مشتعلة بدرجات معينة حتى 11 فبراير. إذ أن كل هذه الفترة كانت مليئة بالأحداث في عام 2011، وبالتالي ستكون كلها حاضرة في المشهد الميداني قبل السياسي في فبراير 2013. وأكدوا أن لا حديث الآن عن أي انتخابات. فالشارع هو الذي يتسيد حتى 11 فبراير 2013 وقد تحدث مفاجآت.
من جهة أخرى دارت الاتفاقات المبدئية التي أقرتها القوى السياسية والأحزاب في مصر حول خروج 16 مسيرة في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير فى مدن وميادين مصر ضد السلطة الحالية لرفض الدستور والمطالبة بإسقاط الحكومة على أن تحمل تلك المسيرات صور الشهداء وأعلام مصر، وأن تبدأ من الساعة الثالثة عصرا. ويقرر الاعتصام من عدمه فى اجتماعات لاحقه ووفقا لمسار الأحداث. وتتجه مسيرات القاهرة صوب ميدان التحرير وقصر الاتحادية، وثورات المحافظات نحو ميادين الثورة. وستبدأ جميع هذه المسيرات والتظاهرات بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الشورة والدعاء لمصر عقب صلاة الجمعة يوم 25 يناير.
من جانبها قررت القوى الثورية والأحزاب المختلفة أن ينطلق بعض المسيرات من أمام عدد من المؤسسات للمطالبة بتطهيرها على أن تكون هذه المسيرات ذات طابع فئوي بمشاركة قوي الثورة، حيث سيتم تنظيم مسيرة للإعلاميين من ماسبيرو إلى التحرير أو الاتحادية تحت اسم مسيرة “تطهير الإعلام المصرى”. بالإضافة إلى مسيرة أخرى من نقابة الصحفيين إلى ميدان التحرير تحت اسم “الحرية للصحافة والإعلام”، ومسيرة للأطباء من قصر العينى إلى ميدان التحرير تحت اسم مسيرة “الشهيد علاء عبدالهادى”،ومسيرة من الدقى إلي ميدان التحرير تحت اسم مسيرة “تطهير المؤسسات”، ومسيرة من الأزهرإلى ميدان التحرير تحت اسم مسيرة “كفوا أيديكم عن الأزهر”، ومسيرة من غمرة إلى التحرير تحت شعار “الشعب يكمل ثورته”.
الله يلعـن أبو الجهـل
ديمـقـراطـيــــة لمـــين ياعـــــم