سي ان ان – قالت مصادر المعارضة السورية إن 83 قتيلا سقطوا في أحياء خاضعة لسيطرة المعارضة في حلب بعدما استهدفتها طائرات تابعة لسلاح الجو الحكومي بقنابل فراغية وبراميل متفجرة، مع توقع ارتفاع الحصيلة مع الوقت بسبب كثرة عدد الجرحى.
وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي هيئة معارضة، إن الطائرات أغارت على حي “الحيدرية” ومنطقة الدوار التي تعد مركزا لتجمع وسائل النقل المتجهة إلى ريف حلب الشمالي وتكتظ بالمركبات القادمة من الريف والأحياء الخاضعة لسيطرة الثوار بالمدينة، كما سقطت قذائف على أحياء “قاضي عسكر” و”الصالحين” و”كرم البيك.”
وأضافت اللجان أن الحصيلة قابلة للزيادة بسبب ارتفاع عدد الجرحى واستهداف عدد كبير من الأحياء، محذرة من نقص الخدمات الطبية التي تقدمها المستشفيات الميدانية في المدينة.
وأفادت اللجان أيضا أنها تمكنت الأحد من توثيق مقتل 135 شخصا، بينهم 38 طفلا و14 سيدة، وتوزع القتلى في دمشق وريفها وفي حلب ودرعا وحمص وإدلب وديرالزور.
وتقدر الأمم المتحدة مقتل أكثر من مائة ألف شخص جراء الأزمة السورية منذ مارس/آذار 2011، وجرح مئات الآلاف، كما اضطر 2.3 ملايين شخص إلى مغارة سوريا، بينما نزح أكثر من أربعة ملايين شخص داخل البلاد.
ما نعيشه الآن من أحداث أليمة في سوريا لم يكتبها التاريخ من قبل ولن نجد حالة مشابهة لها ولو دققنا في أعتم وأظلم طيات التاريخ وصفحاته. لم يكتب التاريخ من قبل عن حاكم دمر بلده وقتل “شعبه” بواسطة صواريخ بالستية وأسقط عليهم ولمدة شهور طويلة قنابل عنقودية وفراغية وما يسمى بالبرميلية، مدعيا بأنه يحارب عصابات إرهابية وجهاديين أجانب.
ما يتم الآن في سوريا هو تدمير عشوائي بامتياز للوطن والمواطن، تدمير يفتك بالحجر والبشر، طائرات حربية ترمي حمم نيرانها على مدن سورية مكتظة بالسكان الآمنين والمشغولين بكسب لقمة عيشهم اليومية، وهي غير مكترثة على رأس من ستسقط هذه الويلات والمصائب. إضافة إلى ذلك يطلق الجيش النظامي السوري صواريخ الجولان البالستية من أقصى جنوب البلاد إلى أقصى شمالها وخاصة على مدينة حلب وريفها وأثناء سقوطها لا تفرق بين معارض وموال أو ثائر وشبيح أو حي شعبي وثكنة عسكرية.
في الآونة الأخيرة وصلت بنا الحال إلى وضع يدعو للشفقة وأصبحنا نشعر بنوع من السعادة عندما نفيق باكراً ونطمئن بأن أهلنا بخير وأن لا أحد في الليلة الماضية من أقاربنا أو أصدقائنا أو أحبتنا قد قُتل أو دُمر بيته أو كان ضحية أحد أعمال “النظام” الوحشية.
بهذا العمل الإجرامي الشنيع سيدخل طاغية سوريا التاريخ كأكبر سفاح ضد “شعبه” وكمجرم حرب ضد الإنسانية. سيدخل التاريخ من بابه المظلم الداكن، باب سلكه قبله أشخاص قد تشمئز النفوس عند ذكر أسمائها مثل نيرون روما وهتلر وموسيليني وفرانكوا وكثيرين آخرين في المقابر ومنهم أبت شعوبهم أن تكون لهم قبور على أراضيها.
رغم كل هذه الأنواع من العنف التي يستخدمها سفاح سورية ضد “شعبه” لا زال كثيراً من الناس يبررون مواقفهم المناصرة لهذا الطاغية ويتذرعون تارة بالمقاومة وتارة بالمؤامرة وتارة بالتطرف الإسلامي وتارة أخرى بالمصالح الإستراتيجية. ما يحصل في العالم الآن هو حقاً مؤامرة كونية ولكن ليس على “النظام” بل على الثورة السورية.
هل يستطيع أحد أن يفهم موقف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، من ما يحصل في سوريا؟ هنالك إشارات استفهام كثيرة وكبيرة حول تقاعسه باتجاه ما يقوم به طاغية سوريا وزبانيته. هل يستطيع أحد أن يفهم لماذا حصل هذا الانقلاب الفظيع في الموقف الفرنسي في الأسابيع القليلة الماضية باتجاه الثورة السورية؟ أو ما هي أسباب التقارب الروسي الأردني في الآونة الأخيرة؟ أو لماذا تترك الثورة السورية يتيمة بهذا الشكل؟
لو قارنا ما يحصل في سوريا الآن وما حصل في عام 1991 عندما أطلق العراق بعض الصواريخ البالستية على “إسرائيل”: في ذلك التاريخ سارع كثير من السياسيين في العالم لمساندة هذا الكيان والوقوف إلى جانبه وعلى رأسهم كان وزير الدفاع الألماني آنذاك (غيرهارد شتولتنبرغ) الذي قدم شيكاً للحكومة “الإسرائيلية” بمبلغ قدره 800 مليون مارك كتعويض للخسائر التي أصابت “إسرائيل” من هذا القصف وكانت ذريعة الحكومة الألمانية لهذا الدعم هو بأن شركة ألمانية كانت قد ساهمت في تطوير هذه النوعية من الصاروخ. هذا الكرم الطائي الذي قدمته الحكومة الألمانية ل”إسرائيل” لم يفهمه كثير من الألمان آنذاك لأنه كان معروفاً بأن هذا القصف قد سبب، إلى جانب بعض الأضرار المادية، موت رجل واحد فقط وهو الذي مات بسكتة قلبية أصابته على أثر سقوط صاروخ سكود ليس بعيداً عنه.
الآن تسقط على الشعب السوري كل يوم عشرات الصواريخ البالستية (سكود – الجولان)، تاركة خلفها الكثير من الدمار والمئات من الضحايا الأبرياء، وبالرغم من ذلك مازال الكثير من ساسة العالم ينظرون إلى ما يحصل في سوريا بنوع من اللامبالاة واللامسؤولية ولم يحسموا أمرهم بعد في هذه القضية. التاريخ علمنا بأن للبشر قيمة (أثماناً) مختلفة فمنهم الغالي ومنهم الرخيص. الذين ماتوا بسبب عملية إسقاط الطائرة الأمريكية “لوكربي” كان تعويض (دية) كل واحد منهم ثلاثة ملايين دولار، أما بالمقابل كان ثمن (دية) المواطن العراقي أو الأفغاني الذي تقتله القوات الأمريكية وعلى أرضه مئتي دولار فقط. هذا يعني بأن قيمة الإنسان “المتحضر” تعادل 15000 ضعف (إنساناً؟) “غير متحضر”. قياساً على هذا المبدأ أصبح واضحاً بأن المواطن السوري الآن أصبح ثمنه رخيصاً جداً في بورصة أوباما وميركل وأولاند وغيرهم من الذين يدعون حرصهم على قدسية الإنسان وكرامته، حتى لفظهم لكلمات مثل: أوقف قتل الأبرياء! أو ارحل! أصبحت تكلفهم كثيراً وكأنها فوق قيمة المواطن السوري.
الدم السوري ليس رخيصاً وثوار سوريا الأبطال يدفعون بدمائهم الزكية الطاهرة ثمن الحرية والكرامة ولا يهمهم ما يقوله هؤلاء الزعماء المتغطرسون ولن يتراجعوا عن هدفهم ولو تآمر الكون كله عليهم، لأنهم على يقين تام بأن التاريخ في القريب العاجل سيكتب: مع بداية الثورة السورية تغيرت خريطة العالم وبزغ فجر إنسانية جديد!
بهالبرد و التلج …
خلي سترة ضد الرصاص..تدفيك…ياأبن أنيسة الخسيسةياأبن الحرام.
الخاسر الأكبر والوحيد في هذه الحرب المسعورة هو الشعب ولا أحد غيره ….
براميل متفجرة من الطيران تقتل المدنيين .. وقذائف للمعارضة على الأحياء الخاضعه لسيطرة الحكومة تقتل المدنيين .. والكل يقتلنا والكل يذبحنا لا رأفة ولا رحمة ….
المعارضة تطلق قذائف عشوائية على حي الميريان في حلب وتسبب ذلك باستشهاد عدد كبير من المدنيين ….
الله يرحمهم والجنة مثواهم