كشفت صحيفة “صنداي تلغراف” عن معارك طاحنة تدور بين مقاتلين محسوبين على تنظيم القاعدة وبين قوات من النظام السوري من أجل السيطرة على مصنع كبير للأسلحة الكيماوية لازال النظام السوري يهيمن عليه، ويسود الاعتقاد بأنه يمثل واحداً من النقاط الرئيسية المهمة لإمداد النظام بالأسلحة الفتاكة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المعارك تبين كيف أن هذه الأسلحة الفتاكة أصبحت قريبة من أن تقع في أيدي مقاتلي تنظيم القاعدة.
وبحسب التفاصيل التي انفردت بنشرها الصحيفة البريطانية فإن المصنع الكيماوي يقع في بلدة السفيرة القريبة من حلب، حيث هناك تدور معارك طاحنة بين مسلحي المعارضة وبين قوات النظام السوري التي تحارب بضراوة من أجل إبقاء سيطرتها على المصنع، فيما تحولت المناطق المحيطة الى ساحات خالية بعد أن تم تدمير كل شيء، ولم يعد من الممكن رؤية سوى مركبات عسكرية محروقة، أو مباني مهدمة.
ويصف كاتب التقرير كولن فريمان ما يجري في بلدة السفيرة بأنه “حرب غير عادية”، والسبب في ذلك أن من سينتصر في هذه المعركة سيسيطر على ما وراء الجدران المحصنة، وهو واحد من المصانع الرئيسية في سوريا التي تنتج الأسلحة الكيماوية، ومن بينها قنابل غاز السارين، وكذلك غاز الأعصاب القاتل، والذي يتخوف النظام من وقوعه في أيدي المعارضة لتتغير بذلك موازين القوى في المعارك التي تشهدها البلاد.
وكانت الولايات المتحدة قالت الأسبوع الماضي لأول مرة إن لديها أدلة على أن النظام السوري استخدم غاز السارين ولكن بكميات قليلة وبصورة محدودة، وهو الأمر الذي كان الرئيس باراك أوباما يقول إنه “خط أحمر”، وإن حدوثه سيغير من قواعد اللعبة وسيدفع الأميركيين لإعادة حساباتهم بشأن الموقف من سوريا.
كما تأتي هذه المعلومات بعد أيام قليلة فقط على نشر جريدة “التايمز” البريطانية فيديو يمثل دليلاً جديداً وأكثر وضوحاً على استخدام غاز السارين ضد المدنيين، حيث يوثق الفيديو وفاة سيدة وطفليها متأثرين باستنشاق غاز قاتل تؤكد المصادر الطبية أنه غاز السارين.
وتقول “صنداي تلغراف” إن المقاتلين الذين يحاولون السيطرة على مصنع الأسلحة الكيماوية في بلدة السفيرة قرب حلب يرفعون رايات سوداء، وهي نفس الرايات التي يرفعها مقاتلو جبهة النصرة الذين أصبحوا يتصدرون الصفوف الاولى في المعارك بالعديد من المواقع بما في ذلك بلدة السفيرة التي اقتربوا منها كثيراً قبل أن يتراجعوا مجدداً الأسبوع الماضي لبعض الكيلومترات بفعل ضربات قوات النظام.
وبحسب الصحيفة فإن السفيرة ليست وحدها المعركة الخطيرة في سوريا، حيث إن نظام بشار الأسد حرك كميات كبيرة من مخزونات السلاح في طول البلاد وعرضها خلال العام الماضي بعد أن تصاعدت وتيرة الاحتجاجات ضده وتزايدت مخاوفه من الانهيار، وهو ما يعني أن لا أحد الآن يستطيع التنبؤ أين ومتى يمكن أن تقع الأسلحة الكيماوية في أيدي مقاتلي المعارضة السورية أو مقاتلي تنظيم القاعدة.
وقالت الخبيرة في الشأن السوري لدى المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لينا اسفاندياري “إن الغرب ربما يقول إن الخط الأحمر تم تجاوزه من قبل النظام السوري، فلنفعل شيئاً، لكن السؤال هو ماذا بإمكان الغرب بالتحديد أن يفعل؟”.
وتضيف إسفاندياري: “مخزونات الأسلحة الكيماوية السورية ضخمة جداً، والرئيس بشار الأسد قام بإخفاء هذه الكميات الضخمة في أنحاء مختلفة من البلاد”.