لا تزال معركة الموصل التي انطلقت في 17 أكتوبر تشهد اشتباكات عنيفة، رغم التقدم الملحوظ للقوات العراقية. وقد أفاد مراسل قناة “العربية” مساء الاثنين بأن القوات العراقية شنت هجوماً على مواقع “داعش” في الساحل الأيمن للموصل، استعدادا لاقتحامه، بعد إكمالها السيطرة على بلدة حمام العليل وتخومها.
من ناحية ثانية، أعلنت قوات البيشمركة الكردية الاثنين سيطرة قواتها على ناحية بعشيقة بالكامل وطرد داعش منها. كما أفادت مصادر كردية بوقوع اشتباكات خلال الساعات الأولى من المعارك أسفرت عن مقتل عشرات من مقاتلي التنظيم وتدمير سيارات مفخخة، فيما سيطرت وحدات أخرى من البيشمركة على مفرق طرق غرب بعشيقة يربط بين الموصل وأربيل ودهوك بعد مواجهات متقطعة انتهت بقتل عناصر من “داعش” وتدمير أسلحتهم.
مقبرة جماعية و100 جثة مفصولة الرأس
من جهة أخرى، أعلنت الشرطة العراقية الاثنين أنها عثرت على مقبرة جماعية داخل كلية الزراعة في منطقة حمام العليل، التي استعيدت السيطرة عليها من تنظيم داعش الاثنين.
وعثر على المقبرة في منطقة حمام العليل، التي تبعد حوالي 15 كيلومتراً إلى جنوب ضواحي الموصل، آخر أكبر معاقل تنظيم داعش في العراق.
كما نشرت الشرطة مجموعة صور تظهر عناصر أمن وأشخاصاً آخرين بملابس مدنية في منطقة مفتوحة غير مستوية مليئة بالقمامة. وأظهرت بعض الصور أشكالاً غير واضحة قد تكون لجثث رميت بين النفايات.
من جهتها، أفادت قيادة العمليات المشتركة أن “القوات العراقية عثرت على جريمة جديدة بوجود مئة جثة مقطوعة الرأس للمواطنين” داخل الكلية نفسها، لافتة إلى أنه “سيتم إرسال فرق تخصصية” للتحقيق.
ولم تحدد القيادة ما إذا كانت تلك الجثث مدفونة أم لا. وسبق أن قدمت القوات العراقية تقديرات عن أعداد ضحايا في مقابر جماعية قبل أن يتم سحبها وتعدادها.
سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة
إلى ذلك، شهد شرق الموصل الاثنين سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح جراء انهيار منازلهم فوق رؤوسهم بعد قيام تنظيم داعش بتفجير سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة خلال المواجهات المحتدمة مع القوات العراقية.
ووفق قادة عسكرين فإن نحو 5 عائلات مكونة من 38 فردا بينهم أطفال قتلوا جميعاً في منطقة حي السماح شرق الموصل جراء انهيار المنازل فوق رؤوسهم. وبحسب مصادر عسكرية فإن سبب انهيار المنازل جاء بعد أن فجر تنظيم داعش أكثر من أربع سيارات مفخخة و5 انتحاريين في المنطقة في محاولة لإعاقة تقدم القوات العراقية.
معاناة نازحي الموصل
أما على صعيد ملف النازحين من الموصل، فلا شك أن معاناة الهاربين من أتون الحرب والقصف المستمر لم تنته باحتمائهم في مخيم خازر للاجئين الواقع على نحو 30 كلم شرق الموصل، بل فرض الجوع نفسه عليهم وأثقل كاهلهم فأصبحوا لا يجدون سوى الخبز لسد جوع أطفالهم.
وعلى الرغم من محاولة النساء اللواتي يعشن في المخيم إضفاء الإحساس بالحياة الطبيعية إلى حياتهم اليومية بخبز الخبز، وباستخدام الحجر الساخن ومكونات توزع في المخيم، إلا أنها إمكانات تظل ضئيلة أمام الاحتياجات الضرورية مع اقتراب فصل الشتاء.
الجدير بالذكر أن عدد النازحين بلغ نحو 34 ألفا منذ بدء هجوم الموصل في السابع عشر من أكتوبر، بحسب المنظمة الدولية للهجرة، في حين تصل السعة الاستيعابية لمخيم الخازر نحو 30 ألف شخص مع استمرار تحذيرات الأمم المتحدة من نزوح محتمل لمئات الآلاف من اللاجئين.