واصل مفتي الديار العراقية، الشيخ رافع الرفاعي، هجومه على حكومة بلاده والمليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب الجيش، فاعتبر أن على المسلمين ألا يكونوا مثل “كوبرا الهندي” التي ترقص على “أنغام أمريكا” متسائلا عما قد يدفع السنة لقتال داعش في وقت يهدد الحرس الثوري الإيراني بالسيطرة على العراق ككل.
مواقف الرفاعي جاءت في مقابلة أجراها معه السياسي والإعلامي المصري، مصطفى بكري، عبر فضائية “البلد” وعرضت أجزاء منها على موقع يوتيوب، ويبدو الرفاعي فيها وهو يوضح مواقفه الحادة التي أدلى بها في الأزهر قبل أيام إذ قال: “قلت في مداخلتي الأزهر أن علينا ألا نكون ككوبرا الهندي في سلته، متى زمر لنا الأمريكان خرجت الكوبرا لترقص على الأنغام.”
وتابع الرفاعي بالقول: “الحكومة طالبت أهالي الأنبار بقتال الإرهاب، لماذا أحارب إرهاب داعش؟ كي يسيطر على العراق الحرس الثوري الإيراني الذي يقود العمليات الآن في العراق؟ لقد منع أهالي جرف الصخر من العودة إلى مساكنهم إلا بعد عام وجرفت البساتين والمساجد والمنازل، كما فصلت العائلات ولا يُعرف شيء عن الرجال.”
وأضاف الرفاعي: “هل المطلوب طرد داعش كي تأتي المليشيات لتغتصب أعراضنا؟ نحن خرجنا ضد الدولة وإذا أرادت الدولة أن يقف العراقيون صفا واحدا عليها أن تقيم العدل.. الذي يتحدث عن الذبح فليتحدث عن الذبح والحرق عند المليشيات، لماذا نتحدث بوجه واحد؟ لا صلة لنا بتنظيم الدولة الإسلامية، ولكن لسنا أغبياء إلى حد فتح جبهة داخلية كي تذبحنا المليشيات.”
وكان الرفاعي قد تحدث الأربعاء في ندوة لمحاربة الإرهاب نظمها الأزهر بمصر، وهاجم بعنف إيران وممارساتها في بلاده، متهما إياها بالتورط في انتهاكات واسعة بحق السنة الذين قال إنهم يتعرضون للذبح وتحرق منازلهم ومساجدهم وتوضع عليها صورة المرشد الإيراني، علي خامنئي.
واعتبر الرفاعي أن العراق قد سُلم إلى أحزاب بعيدة عن الإسلام إذا اتفقت سرقت الناس وإذا اختلفت ذبحتهم مضيفا: “أهل السنة يذبحون ويهجرون من بيوتهم.. يوجد 32 مليشيا مدعومة من دول أخرى تحرق المساجد وتضع عليها صورة علي خامنئي.” وحض الرافعي المؤتمر على مناقشة مصطلح قال إن الكثير من البلدان مازالت بعيدة عن ناره وهو “تصدير الثورة” مضيفا: “هذا المصطلح السقيم الذي جعل من العراقيين أذنابا يرقصون على أشلاء أهلهم حتى من الشيعة، من وقف بوجه هذا الادعاءات والانتهاكات مثل الحسن الصرخي وأتباعه، حرقت أجسادهم لأنهم قالوا كلمة حق.
وختم الرافعي كلمته، وسط تصفيق المشاركين، بالقول: “أريد من هذا المؤتمر فضح هذه المؤامرة، الكل يعلم موطن الجريمة ومن هو المجرم الحقيقي والمتنفذ الحقيقي في العراق.” أما في بغداد، فكان لمواقف الرفاعي تداعيات كثيرة، إذ هاجمت جهات دينية وسياسية تصريحاته، وبينها ما يعرف بـ”جماعة علماء العراق” التي اعتبرته “واجهة داعش السياسية” مستغربة دعوة الأزهر له لحضور المؤتمر.