هاجم مفتي سوريا الدكتور أحمد بدر الدين حسون أميركا والغرب، معتبراً أنهما يمثلان “حاضنة” للتطرف و”الفكر الإرهابي”. وذلك في لقاء جمعه مع وفد زاره أصلاً، من الولايات المتحدة الأميركية!، حاملاً له هدية هي عبارة عن “درع” تمثّل تكريماً له، ممن قالت عنهم وكالة الأنباء الرسمية إنهم “وفد اتحاد الإعلاميين العرب في الولايات المتحدة الأميركية”!
ولفت في هذا السياق، أن المفتي العام للجمهورية السورية، وتطلق عليه المعارضة السورية لقب “مفتي الأسد” كونه يستحضر دائماً ما يناسب سياسة النظام، قتلاً أو حرباً أو تهجيراً، لفت أن المفتي قد تقبّل الدرع التي قُدِّمت إليه تكريماً له، من وفد جاءه من أميركا، إلا أنه في الوقت نفسه، هاجم أميركا والغرب بقوله: “الولايات المتحدة والغرب الذين احتضنوا الفكر الإرهابي المتطرف بدأوا يعانون تبعات هذا الإحتضان”، ناسياً، أو متجاهلاً، أنه يستقبل وفداً جاءه من أميركا نفسها وقبل الهدية منه، والتقط صورا تذكارية معهم.
وتوقف المتابعون عند تصريح المفتي حول “الأسرة السورية” التي قال عنها إنها “صمدت في مواجهة الإرهاب والتطرف بوعي أبنائها وإدراكهم لأبعاد المؤامرة”، ولفت في هذا المجال، تجاهل المفتي لكل ما تمر به “الأسرة السورية” التي يلتقط أفرادها، إما غرقى من على شاطئ، أو هاربين في “أرض الله الواسعة” يعانون أقسى الظروف المناخية والصحية والثقافية.
كما أن الأسرة السورية التي “شرد نظام الأسد” من “بقي منها حياً” بعد حربه “على شعبه”، لا يمكن أن تكون “صامدة” كما قال المفتي، إلا بوجه نظام الأسد فقط، على حد تعبير معارض سوري لفته تجاهل المفتي “لما يُشبه الإفناء” للأسرة السورية على يد نظام الأسد، والتي رآها “مُفتيه” “صامدة”!
بدوره، بادر الوفد القادم من أميركا وحامل الهدية التي قبلها المفتي و”شتم” الأرض التي جاؤوا منها بصفتها “حاضنة للإرهاب” على حد قول “مفتي الأسد”، بادر الوفد إلى “شكر وزارة الأوقاف والمفتي” على دوره “في دحض الأكاذيب”!
وتوقف بعض المهتمين، في هذا السياق، عند الوفد نفسه، والذي جاء من أميركا، الأخيرة التي يعيش فيها كل أفراد الوفد، هم وعائلاتهم بصفتهم “وفداً اغترابياً” كيف “صمتوا” عن وصف المفتي للبلاد التي احتضنتهم بأنها “تحتضن الإرهاب” معهم؟!
وأن الأَولى “بالسوري المغترب” أن “يحترم البلاد التي ترعاه وذويه وأبناءه” لا أن يتفرج “طرباً وقبولاً” أو “نفاقاً” على وصف أرض اغترابه بأنها “حاضنة إرهاب”.