قتل أول أمس أول هاتف بكلمة “الله أكبر” في مدينة الزبداني بريف دمشق، وإذ نقول إنه أول من هتف للثورة هناك في أول مظاهرة خرجت هناك، فإنه حافظ على نشاط سلمي رغم القتل والقصف والدمار الذي حل بمدينته.
وأن يموت شاب سوري فهو ليس بالشيء الجديد، وأن يترك الحزن والفقدان في عائلته فهو أمر طبيعي، ولكن مقتل وسام برهان ترك غصة في الزبداني كلها، فكتبت تنسيقية “الزبداني وما حولها”: “الشهيد البطل وسام برهان شهيد السلمية والسلاح، لم تبك عيني أحداً كما بكتك يا وسام.. اليوم برصاص غادر أصابت البطل وسام برهان ليلحق بركب شهداء ثورة الكرامة نتمنى للشهيد الرحمة ولأهله الصبر والسلوان، الزبداني مستمرة بالثورة حتى إسقاط النظام”.
ناشط سلمي
تعتبره الزبداني فنان الثورة، ومبتكر الأفكار، فهو صاحب فكرة المسلسل “ضحكة بغصة” الذي تنشره التنسيقية على شبكة الإنترنت، ويتكلم المسلسل عن الثورة السورية وما حدث ويحدث فيها بطريقة مضحكة مبكية، فيصور الواقع وينهي كل حلقة بزجل بصوته وتمثيله وكلماته، مختصراً مأساة أيام كاملة بابتسامة تساعد على الحياة، وكانت آخر حلقات “ضحكة بغصة” بعنوان رغيف الدم، تيمناً باسم الجمعة ما قبل الفائتة في سوريا، وحزناً على قتلى الأفران والخبز.
وقبل أن يتم تصوير الحلقة، كتبت تنسيقية الزبداني: “يمنع عنا الطاغية الأسدي الطحين منذ أسبوع، ويعاني الأهالي من فقدان المادة الرئيسية في طعامهم، وتعاني البلدات المجاورة انقطاع الخبز في بلودان وسرغايا لاعتمادهم على أفران الزبداني المتوقفة”.
الشهيد رقم 17 في عائلته
قتل من عائلة وسام برهان 16 شخصا، وجميعهم قتلهم رصاص الأسد، وجاء وسام ليكون الرقم 17 من تلك العائلة التي نكبت كما نكبت عائلات كثيرة في سوريا.
ترك وسام فيديو نعى فيه كل من قتل ومات في الثورة، ووجه رسالة زجلية قال فيها: “كان عندي بهالعمر أخين وأختين.. بيناتهم كنت غني.. أرحل أنا ولا يرحلو هن” وتابع قائلاً: “نحن بإذن الله مكفيين، وأنا بدي أطلب من كل مين بيعرفني يسامحني”، ووجه كلامه لابن عمه شريكه في الفيديو: “الله يخليك فوق راس أولادك، وإذا ضل هالفيديو بلانا نحن الاتنين يا رب الناس تسامحنا”.
وترك وسام زوجة ولكنه لم يترك أطفالا يعيشون شعور اليتم لحسن حظه!، لكن غيره ترك الكثير من الأيتام. لتصبح سوريا بلداً يغص باليتامى والثكالى والأرامل.