فرانس برس- توفي شاب يبلغ من العمر 22 عاماً في أحد مستشفيات جنوب تركيا متأثراً بإصابته بالرصاص خلال تظاهرة احتجاجية في محافظة هاتاي الجنوبية الحدودية مع سوريا، كما أفادت شبكة “ان تي في” التلفزيونية الخاصة صباح الثلاثاء 4 يونيو/حزيران.
وقالت الشبكة، نقلاً عن بيان لمجلس محافظة هاتاي، إن “عبد الله كوميرت أصيب بجروح بالغة.. بسبب إطلاق نار مجهول المصدر”، مضيفة أن الشاب ما لبث أن توفي في المستشفى متأثراً بجروحه.
وبذلك يرتفع عدد المتظاهرين الذين قتلوا في التظاهرات العنيفة التي تشهدها تركيا منذ حوالى أسبوع احتجاجاً على سياسة حكومة حزب “العدالة والتنمية” الإسلامي برئاسة رجب طيب أردوغان إلى اثنين.
ومساء الأحد قتل متظاهر شاب في إسطنبول بسيارة صدمت جمهوراً من المحتجين المعارضين للحكومة الإسلامية المحافظة، كما أعلن اتحاد الأطباء الأتراك الاثنين.
رصاص مجهول المصدر
وأكدت قناة “ان تي في” أن الشرطة فتحت تحقيقاً حول ملابسات الحادث والجهة التي أطلقت النار على الشاب.
ونقلت القناة عن النائب حسن أكجول الذي ينتمي إلى حزب “الشعب الجمهوري”، أبرز حزب معارض، أن كوميرت كان عضواً في شبيبة الحزب.
ولليوم الخامس على التوالي تواصلت الاثنين التظاهرات الاحتجاجية في تركيا واستخدمت الشرطة التركية ليلاً قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين رددوا شعارات مناهضة للحكومة التركية ورشقوا قوات الأمن في أنقرة وإسطنبول بالحجارة.
ومنذ الجمعة تحولت حركة احتجاج لناشطين ضد مشروع حكومي لإزالة حديقة عامة في إسطنبول، إلى حركة احتجاج واسعة ضد سياسات الحكومة عمت عشرات المدن التركية.
وتدفق المتظاهرون بالآلاف إلى ساحة تقسيم مجدداً رافعين الأعلام التركية وهاتفين “طيب ارحل”.
إضراب لمدة يومين
وأعلن اتحاد نقابات القطاع العام، أحد أكبر الاتحادات النقابية في تركيا، الاثنين أنه سيدعو اعتباراً من الثلاثاء إلى إضراب ليومين تنديداً بـ”الترهيب الذي تمارسه الدولة بحق المتظاهرين السلميين”.
ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” أن نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج سيعقد الثلاثاء مؤتمراً صحافياً يتحدث فيه عن الأحداث غير المسبوقة التي تهز البلاد.
وقبل أن يتحدث إلى الصحافيين، سيزور أرينج الرئيس التركي عبدالله غول.
وأردوغان الذي يتهمه المتظاهرون بـ”التسلط” وبالسعي إلى تحويل نظام البلاد العلماني إلى نظام إسلامي يواجه اليوم حركة احتجاج لا سابق لها منذ تولي حزب “العدالة والتنمية” بزعامة أردوغان الحكم في 2002.
وأوقعت أعمال العنف هذه أكثر من ألف جريح في إسطنبول و700 على الأقل في أنقرة بحسب منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان ونقابات أطباء في المدينتين، غير أن الحكومة قدمت حصيلة أدنى بكثير بلغت نحو 60 جريحاً مدنياً، وضعفهم تقريباً من عناصر الشرطة.
الربيع لن يتحول إلى شتاء
وقبل مغادرته تركيا للقيام بجولة من أربعة أيام في دول المغرب العربي يبدأها في الغرب، أكد أردوغان بثقة تامة على مواصلة اعتماد الحزم في مواجهة التظاهرات.
وقال أمام الصحافيين “نعم، نحن الآن في الربيع، لكننا لن ندعه يتحول شتاء” في إشارة إلى الربيع العربي.
لكن الرئيس التركي عبد الله غول تحدث بلهجة أكثر اعتدالاً ودعا الاثنين المتظاهرين إلى الهدوء، قائلاً: إن رسالتهم قد وصلت.
وقد أثارت وحشية قمع التظاهرات انتقادات عدة في الدول الغربية.
ومجدداً الاثنين، ندد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بـ”الاستخدام المفرط” للقوة من جانب الشرطة التركية.