مقتل لاعب عراقي في تفجير ببغداد

حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده
لقد مكث امرؤ مسلم اسمه محمد بن عبد الله ، محمد رسول الله صلوات الله عليه وسلامه سنوات وليس ليلتين وعنده شيء هام أهم من الفدك الذي لفاطمة ليوصي به ،فهل خفي عليه أن يكتب وصيته ويختمها بختمه كما أوصى الناس أن يكتبوا حتى لا يتقاتل الناس من بعده وهو الذي أطلعه الله على شيء من الغيب فقال (وتنقسم أمتي بضعا وسبعين شعبة ) فهل كتبها وأين هي، وأين هي وصيته في الفدك ولماذا لم يكتبها فهل ينتظر حتى يأتيه الموت ليكتب وصيته بولاية علي وربما بالفدك (حيث قال ليلتين ووصيته مكتوبة عنده أي مكتوبة)، ألهذا الحد كان مقصرا برأيكم، يعظ الناس أن يسرعوا بكتابة وصاياهم وليس شفهيا ويؤخرها هو، أرأيتم إن كان على أحدهم دينا عظيما عليه تأديته فلا يكتب به حتى يدركه الموت أليس ذلك من التقصير. هذا افتراء على رسول الله.
يقول ويزعم الشيعة أنه كان سيوصي بخلافة علي، أعند الموت يكتبها وكان عنده الكثير من الوقت ليكتبها ، أليس ذلك كمن حضره الموت فقال آمنت بالله وسأصلي. ألم يجعل الشيعة ولاية علي فرضا كالصلاة بل وعندهم أعظم، فهل أمر الناس بالصلاة فقط وهو على فراش الموت.
وما أدراهم أنه كان سيوصي لعلي وليس لأبي بكر، وماأدراهم أنه كان سيوصي ألا يتولى الخلافة أحد قط من آل بيته فما انقسم المسلمون إلا عندما آلت الخلافة لواحد منهم ،وهو يعلم ذلك ولذلك كان قوله لن تضلوا بعده. طبعا سيقولون أخفت الوصية عائشة وأبو بكر وعمر.
عندما اشتد عليه الوجع و اشتدت الحمى أخذ أحيانا يغيب عن وعيه ويفيق وفي الحديث (عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ جَعَلَ تَسِيلُ دُمُوعُهُ حَتَّى رَأَيْتُ عَلَى خَدَّيْهِ كَأَنَّهَا نِظَامُ اللُّؤْلُؤِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ائْتُونِي بِالْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ أَوْ اللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا فَقَالُوا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهْجُرُ. وفي لفظ آخر: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّونَ بَعْدَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمْ الْقُرْآنُ حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ، فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ فَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالِاخْتِلَافَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُومُوا)
أولا- كيف يجتمع أمران أولهم أن يكتب لهم كتابا يوصي لهم فيه بالخلافة كي لا يضلوا بعده، وعلم في الغيب أطلعه الله عليه من باب العلم بالشيء لا من باب اجتنابه وهو انقسام الأمة الى بضع وسبعين فرقة ، ولو كتب الكتاب لغير في قضاء الله وأنى له ذلك.
ثانيا- العيب كل العيب أن نقول أن أحدا ما سيثني الرسول ولو كان في أشد حالات ضعفه عن شيء يراه حقا وواجبا عليه تبليغه، ولقال قموا وائتوني بعلي ،طالما أن الوصاية ستكون له كما يزعم الشيعة، أمليها عليه وأنتم شهود. سيقول الشيعة لم يخطر بباله.
ثالثا- وأعيد ،العيب كل العيب أن يتهم محمد صلى الله عليه وسلم بالتقصير في أن يكتب وصيته في أمر بالغ الأهمية فيؤخرها إلى آخر ساعات وربما آخر دقائق حياته وهو الذي أوصى الآخرين بسرعة كتابتها.
رابعا- قد سأل رسول الله ربه لأمته ثلاثا فأعطاه اثنتين ومنعه واحدة، سأله أن لا يهلكهم بسنة عامة فأعطاه إياها، وسأله أن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم، فأعطاه إياها، وسأله أن لا يجعل بأسهم بينهم، فمنعه إياها، وهذا ثبت في الصحيح، ولو أعطاه الثلاثة لكتب الكتاب رغم أنف عمر ، بل ولكتبه قبل مرضه الأخير فما اختلفنا ولما حدث في سوريا والعراق واليمن ما يحدث من اقتتال أراد له الشيعة أن يتحول من ثورة على حاكم الى اقتتال طائفي.
خامسا- لو أن كل الأحاديث التي يدعيها الشيعة عن رسول الله في ولاية آل البيت صحيحة أو حتى بعضها وهذا الكم من الآيات القرآنية التي يؤولها الشيعة على أنها نزلت في ولايتهم هي كما أوّلوها فما فائدة كتاب يكتبه الرسول وهو على فراش الموت والحمى تجعله يتصبب عرقا يوصي به كما يدعي الشيعة بولاية علي ويقول أنهم لن يضلوا من بعده . أما ضلوا (أي أهل السنة وعلى رأسهم أبو بكر وعمر) من بعده على رأي الشيعة رغم ذلك الكم الكبير من الأحاديث والآيات . ولماذا يكلف نفسه عناء كتابته وعندهم قرآن بهذا فهو ليس بحاجة أن يجدد وصيته إذا كان أصلا أوصى بالولاية لعلي إلا أن لا يكون هناك شيء في القرآن يدل على ولاية آل البيت ،وإذا كان كذلك فقد كذبت الشيعة على الله فهم أحق بذلك أن يكذبوا على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.
سادسا- لم يكن لرسول الله أن يغير قضاء الله فيوصي بالخلافة لأحد من بعده فلا يختلفوا ، ولم يكن لعمر بن الخطاب ولا أبي بكر أن يكتبا قضاء الله فيمنعا عليا عن ولايته ، هذا إن كان له الحق فيها دون سواه، فيختلفوا ، ولكنه الله يفعل ما يشاء وقد شاء لهذه الأمة أن تختلف هكذا فيلبسها شيعا ويذيق بعضها بأس بعض، كتبها في كتاب من قبل أن يبرأها ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون )أم حسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون.
سابعاـ الشيعة يأخذون من كتب السنة ما يظنون أنه في صالحهم ويتركون ما يفند أكاذيبهم
ففي صحيح البخاري (5666)، ومسلم (2387) من حديث عَائِشَةَ –رضي الله عنها– قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ: ادْعِي لِي أَبَا بَكْرٍ أَبَاكِ وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ وَيَقُولُ قَائِلٌ أَنَا أَوْلَى وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ “، فكلا الحديثين وردا في صحيح البخاري ومسلم وكلاهما في مرضه الأخير وكلاهما فيه سيكتب النبي كتابا يوصي به ولكن في الحديث الأول لا يصرح لمن سيوصي بالخلافة وفي هذا الحديث الثاني يصرح فلماذا الأول صحيح والثاني كذب ، سيقول هؤلاء الغلواء المطعونون في أصلهم وعقائدهم إن عائشة تكذب فهل كذبت وقد أبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر فصدق رسول الله وصدقت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها. أم غُلب الله على أمره فتولى أبو بكر الخلافة وكان الله يحب أن يكون علي هو الخليفة .

ثامنا- روى البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم مُحدَّثون، وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب”، سيقولون حديث موضوع وأقول أن أبا هريرة صدق فيما نقله عن الصادق محمد صلى الله عليه وسلم وإن حديث الوصية هذا خير مثال بالرغم من قول عمر في بعض الروايات متسائلا عن الرسول أهجر أي أشتدت عليه الحمى (وهي مشتقة من الهجير أي شدة الحرارة وقت الظهيرة) ، فإن ظننتم أن في ذلك خطأ منه لظنه أن الرسول يهذي من الحمى فقد أخطأتم وأخطأ من ظن ذلك ،ففيه حرص لأن الرسول بشر وقد يصيبه من الحمى وأعراضها ما يصيب غيره من البشر ،وإنه وإن لم يكن ليهذي فإن أوصى بشيء وهو على هذه الحال فسيترك الباب مفتوحا إذا أوصى لهذا أو ذاك أن يقول أحدهم إنما كان رسول الله يهذي من الحمى ،فوالله لو أوصى الرسول بالخلافة لأبي بكر لقام الشيعة يقولون أن محمدا كان يهذي من الحمى فأوصى لأبي بكر ، فهاهو محمد صلى الله عليه وسلم لم يوص بشيء ويقولون أنه كان سيوصي لعلي فكيف إذا جعلها لأبي بكر، وهاهم يتهمون أبا بكر وعمر بشتى أنواع الأكاذيب من أجل الخلافة ويتهمون أم المؤمنين بالخطيئة . ولو أوصى فيه بالخلافة لأبي بكر لقالوا عن نفس الحديث الذي يستشهدون به أنه حديث كاذب وسوف تكون عنزة ولو طارت٠ ولو أوصى فيه بالخلافة لعلي وأبنائه من بعده لقام نفر من الصحابة فقالوا كان الرسول بيننا صحيح الجسم وكان يعلم أنه مفارق قريبا ولم يكتب يوصي بالخلافة لأحد ، أإذا أخذته الحمى وعلم أن وقت رحيله قد آن جعلها ملكا لعلي وذريته من بعده وما نزل الوحي بشيء من هذا (لم يكن في ذلك الوقت شيعة يفترون على الله الكذب ويؤولون القرآن كما يحلو لهم)، وما كان ملكا ليورث الملك بل رسولا يورث العلم. وإذا مات الرسول غدا ومات علي بعد غد أيكون أحد هذين الغلامين ولم يبلغ الحلم خليفة يسير الجيوش ويدير أمور هذه الأمة وهل كان الرسول يبني دولة الاسلام ليأتي طفل فيحكمها من بعده متقدما على كل من هاجر وجاهد في سبيل الله وكل من نصر وآوى وجاهد فيهدمها بجهله وانعدام خبرته (لم يكن في ذلك الوقت شيعة ليعطوا الأئمة العصمة كذبا وافتراء). وسيختلفون بينهم اختلافا أشد بكثير مما إذا لم يوص الرسول لأحد. وعندما قال عمر عندكم كتاب الله فما كان يلغى السنة كما ادعى أحدهم في خضم حنقه على قاهر الفرس وكاسر تاج كسراهم ، إذ لم يكن في سنة الرسول أي حديث يوصي فيه بالخلافة لأحد ، سيقول الشيعة وماذا عن حديث عائشة أن الرسول كان سيوصي لأبي بكر ؟ فمن الواضح أنه لم يعلم به وإلا لماذا يمنعهم أن يحضروا الكتاب . وما كان للرسول أن يوصي لخيفة من بعده، ودعكم من كل الخزعبلات أنه أوصى لعلي بها، لأن على المسلمين أن يتعلموا بأنفسهم كيف يديرون أمورهم من بعده وكيف يجتمعون على اختيار خليفة من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف يتغلبون على اختلافاتهم . وما كان للرسول أن يجعلها وراثة لآله وقد جاء ليهدم فكرة توريث الحكم ويجعلها خلافة يفاضل فيها بين الناس أيهم أتقى وأقدر على حمل الأمانة والنهوض بالأمة ولو كان عبدا زبيبة لا أيهم أقرب إلى الحاكم، ولهذا عندما ورّث معاوية ابنه يزيد اعترض عليه الحسين لا اعتراضا على حسب نسب أو لولاية من الله ورسوله للحسين بل اعترض على التوريث بذاته لأنه يحرم الأمة من أن يقودهم من هو أجدر منه، ولو كان كما يدعي الشيعة أن الله قد جعل له الولاية دون غيره لاعترض على أبيه معاوية من قبل ولما تنازل الحسن من قبله لمعاوية…والخلاصة أن قدر الله قبل وفوق أي كان بما فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولو أعطى الله الولاية لأحد بعينه لأعطاها له بلا مواربة ولا تأويل ، ولو قدر الله للرسول أن يوصي بالخلافة لأحد لما منع ذلك أحد . ولم يقصر الرسول في البلاغ عن ربه ولم يفتري ولكن الشيعة افتروا على الله وعلى رسوله الكذب.