العربية- تنشط عمليات تزوير جواز السفر في سوريا مع اشتداد الحرب وتدهور الأوضاع الإنسانية وعدم قدرة كثيرين على استصدار أوراق سفر رسمية والتي يتوجب الحصول عليها الذهاب الى مناطق النظام وعبور نقاط التفتيش المنتشرة في كل مكان.
وكما يحدث مع الكثير من السوريين، لم يسمح ضابط الحدود التركي لأحمد الهارب من الحرب في سوريا الخروج من نقطة عبور الريحانية، فهو لا يمتلك وثيقة سفر رسمية ولا يستطيع إصدار وثيقة جديدة بما أنه على قائمة المطلوبين للنظام، على حد قوله.
واضطر أحمد لسلك طرق ملتوية للالتحاق بعائلته على الطرف الآخر من الحدود، حيث استأجر مهربا للخروج عبر طرق جبلية غير شرعية.
وجوازات السفر تصدرها وتجددها بشكل حصري حكومة دمشق، فيجد كثير من العالقين في مناطق المعارضة أنفسهم أمام خيارين إما الخروج عبر طرق وعرة وغير آمنة غالبا ما تكون عبر البحر، أو اللجوء الى مكاتب تزوير الأوراق الرسمي والتي تعلن عن نفسها بلافتات واضحة في شوارع مدينة إعزاز بريف حلب.
ويدير مروان أحد هذه المكاتب، ويمنح جواز سفر بتكلفة تصل الى ألفي دولار.
كما يحصل مروان على مواد التزوير اللازمة وخصوصا الختوم المقلدة من عدة مصادر، ويقول: “إن أيا من الجوازات التي زورها لم يتم كشفها لا في نقاط العبور البرية ولا حتى في المطارات”.
ويتزايد عدد السوريين الذين يسعون للرحيل إلى بلدان تمنح حق اللجوء، حيث لم تعد هناك بقعة آمنة من أتون الحرب التي تضرب البلاد منذ ثلاث سنوات وأودت بحياة أكثر من 150 ألف سوري وشردت 9 ملايين آخرين.