ترأس العاهل البحريني الملك ” حمد بن عيسى آل خليفة ” اليوم الإثنين جلسة مجلس الوزراء والذي تحدث من خلالها عن إعلان تأييد السلام مع إسرائيل واصفا ذلك ب ” الإنجاز التاريخي ” .
وأشار ملك البحرين إلى أن هذا الإعلان يعد خطوة على طريق تحقيق السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط وتحقيق تطلعات شعوبها بالأمن والاستقرار والازدهار والنماء بمختلف دياناتهم .
وتابع : ” من بين الأهداف التي ارتأيناها وسعينا من أجلها من خلال إعلان تأييد السلام هو أن يدرك العالم بأن السلام هو رسالتنا وخيارنا الاستراتيجي وأن التسامح والتعايش يشكلان أحد أهم سمات هويتنا البحرينية الأصيلة ” .
وأضاف : ” نحن متسامحون ومحبون للسلام والتعاِيش .. وإن التعايش الحقيقي والسلام الحقيقي هما اللذان يستندان على تقبل الآخر وهو جوهر المواطن البحريني وما يتمتع به منذ الأزل ” .
كما أعرب العاهل البحريني عن اعتزازه بالترحيب العربي والدولي الواسع لتأييد خطوة مملكة البحرين بشأن إعلان تأييد السلام واتخاذها خطوات من شأنها إحلال السلام في الشرق الأوسط .
وأكد على موقف بلاده الثابت والدائم من القضية الفلسطينية والتزامه بتحقيق حل الدولتين الذي يتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وفقا لمبادرة السلام العربية .
الآية: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: سورة البقرة (120).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ولن ترضى عنك اليهود ﴾ الآية نزلت في تحويل القبلة وذلك أنَّ اليهود والنَّصارى كانوا يرجون أنَّ محمدا صلى الله عليه وسلم يرجع إلى دينهم فلمَّا صرف الله تعالى القِبلة إلى الكعبة شقَّ عليهم وأيسوا منه أن يوافقهم على دينهم فأنزل الله تعالى: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تتبع ملتهم ﴾ يعني: دينهم وتصلِّي إلى قبلتهم ﴿ قل إنَّ هدى الله هو الهدى ﴾ أَي: الصِّراط الذي دعا إليه وهدى إليه هو طريق الحقِّ ﴿ ولَئِنِ اتبعت أهواءهم ﴾ يعني: ما كانوا يدعونه إليه من المهادنة والإِمهال ﴿ بعد الذي جاءك من العلم ﴾ أَي: البيان بأنَّ دين الله عز وجل هو الإسلام وأنَّهم على الضلالة ﴿ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نصير ﴾.
♦ تفسير البغوي “معالم التنزيل”: قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى ﴾، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم الهدنة ويطمّعونه أَنَّهُ إِنْ أَمْهَلَهُمُ اتَّبَعُوهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ، مَعْنَاهُ أنك وإن هَادَنْتَهُمْ فَلَا يَرْضَوْنَ بِهَا، وَإِنَّمَا يَطْلُبُونَ ذَلِكَ تَعَلُّلًا وَلَا يَرْضَوْنَ مِنْكَ إِلَّا بِاتِّبَاعِ مِلَّتِهِمْ، وَقَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: هَذَا فِي الْقِبْلَةِ، وَذَلِكَ أَنَّ يَهُودَ الْمَدِينَةِ وَنَصَارَى نَجْرَانَ كَانُوا يَرْجُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَانَ يُصَلِّي إِلَى قِبْلَتِهِمْ، فَلَمَّا صَرَفَ اللَّهُ الْقِبْلَةَ إلى الكعبة أيسوا منه أَنْ يُوَافِقَهُمْ عَلَى دِينِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ، إِلَّا بِالْيَهُودِيَّةِ، وَلَا النَّصَارَى إِلَّا بِالنَّصْرَانِيَّةِ، وَالْمِلَّةُ الطَّرِيقَةُ، ﴿ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ ﴾، قِيلَ الْخِطَابُ مَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُرَادُ بِهِ الْأُمَّةُ كَقَوْلِهِ: ﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ﴾ [الزُّمَرِ: 65]، ﴿ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ﴾: الْبَيَانِ بِأَنَّ دِينَ اللَّهِ هُوَ الْإِسْلَامُ وَالْقِبْلَةَ قِبْلَةُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهِيَ الْكَعْبَةُ، ﴿ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ﴾.
ا