أنهى العاهل المغربي محمد السادس جولة خارجية إلى ثلاث دول في منطقة جنوب غرب القارة الإفريقية، هي السنغال وكوت ديفوار والغابون، لتعزيز الشراكة الاقتصادية وبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي حديث لـ”العربية”، أكد مصدر مغربي رفيع المستوى، أن جولة الملك محمد السادس هي “تمرين ميداني في الشراكة الاستراتيجية ما بين دول من الجنوب، تحمل اسم تعاون جنوب جنوب”، في ظل استمرار التداعيات السلبية للأزمة غير المسبوقة التي يعرفها شركاء الرباط في أوروبا، وفي سياق الأزمة الاقتصادية الداخلية. فالعاهل المغربي يبحث خلال زيارته عن “مصادر قوة جديدة للنمو الاقتصادي المغربي الذي تأثر سلبا بتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وبتداعيات أزمة منطقة اليورو”.
ويراهن المغرب، وفق مصادر العربية، على “حضور إفريقي غير مسبوق، من خلال الاستفادة من العلاقات القوية مع دول غرب القارة الإفريقية” من أجل النجاح في إيجاد “أسواق جديدة للشركات العملاقة في الاتصالات وفي البناء وفي المعاملات البنكية وفي بناء الموانئ والطرق الجديدة”، ولم لا “شروع العمالة المغربية في غزو الأسواق الناشئة لهذه الدول الواقعة على المحيط الأطلسي”.
ومن بين الاتفاقيات غير المسبوقة التي حصلت عليها الرباط “بث إذاعة إخبارية مغربية، تبث باللغتين العربية والفرنسية، من مدينة طنجة شمالي المملكة، ليصل إلى الغابون” ما يشير إلى أن “للرباط قوة في التأثير على العمق الإفريقي”، يعلق مصدر العربية المغربي رفيع المستوى.
وأكد العاهل المغربي خلال زيارته الرسمية مع زعماء الدول الإفريقية الثلاثة، على حرص الرباط على السلم والاستقرار في القارة الإفريقية”، وعلى “استعمال آليات الحوار المستمر للتنسيق الثنائي المشترك”، في ربط مع “مواقف المغرب حيال الأزمة المالية منذ اندلاعها”، فالرباط تواصل “المناداة بالحفاظ على الوحدة الترابية لمالي، أحد أكبر وأهم دول منطقة الصحراء الكبرى الإفريقية”.
ومن جهة ثانية، حصلت المملكة المغربية على “رسائل دعم مباشرة” لمشروع “منح الرباط للصحراء الغربية حكما ذاتيا موسعا كمخرج لأقدم نزاع في القارة”، فقادة ساحل العاج والغابون والسينغال عبروا عن “اقتناعهم بأن الحكم الذاتي الموسع مخرج معقول للنزاع”.
فبحسب الرئيس الغابوني، “حضور الرباط في إفريقيا أمر لا محيد عنه، بالنظر لإشعاعها على الساحة القارية والدولية، لا سيما وأن هذا الحضور هو في مستوى التطلعات المشروعة والطموحات العادلة للمغرب، العضو المؤسس لمنظمة الوحدة الإفريقيةـ الاسم القديم للاتحاد الإفريقي حالياـ وصاحب مبادرات قارية والمدافع القوي عن الحوار الأورو متوسطي”.
وفي هذه الجولة الإفريقية، قالت الصحافة المغربية إن “الملك محمد السادس حقق اختراقا دبلوماسيا لمنطقة تتزايد أهميتها الاستراتيجية على الساحة الدولية”، بالتزامن مع الوضع الحالي في مالي، والحرب التي تشنها فرنسا كأحد القوى الغربية، لمحاربة “الصعود غير المسبوق في الصحراء الكبرى للجماعات الدينية المتشددة” في منطقة الساحل والصحراء.