فرانس برس- دعا الملك المغربي، محمد السادس رئيس لجنة القدس، إلى تحقيق “مصالحة وطنية صادقة” برئاسة محمود عباس، مع “تعبئة قوية” للوسائل والإمكانات الذاتية، وتسخيرها للدفاع عن مدينة القدس المحتلة في ظل الجهود الأميركية لإنجاح مفاوضات السلام.
وأكد ملك المغرب في خطاب ألقاه في افتتاح الدورة العشرين للجنة القدس، ظهر الجمعة، في مراكش بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن حجر الزاوية في تقوية الموقف الفلسطيني يظل هو “تحقيق مصالحة وطنية فلسطينية صادقة، قوامها وحدة الصف الفلسطيني”.
وأضاف أن هذه المصالحة يجب أن تكون “بقيادة السلطة الوطنية الشرعية، برئاسة أخينا محمود عباس أبو مازن، الذي نؤكد دعمنا للجهود التي يبذلها في خدمة الشعب الفلسطيني الشقيق”.
واعتبر أن المصالحة البناءة “تضع المصالح العليا للشعب الفلسطيني فوق كل اعتبار، وفي طليعتها إقامة دولته المستقلة، على أرضه المحررة، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش في أمن وسلام ووئام مع إسرائيل”.
وأشاد الملك بـ”الجهود الدؤوبة التي تبذلها الإدارة الأميركية، بتوجيه من الرئيس باراك أوباما، وبإشراف كاتب الدولة في الخارجية، جون كيري، والتي خلقت دينامية بناءة في مسار السلام”.
واعتبر رئيس لجنة القدس أن “تعزيز جو الثقة بين الأطراف المعنية يتأتى من خلال الامتناع عن كل الممارسات الاستفزازية التي من شأنها نسف هذا المسار، والتحلي بالواقعية وروح التوافق، الكفيل بنجاح المفاوضات”.
ويأتي خطاب محمد السادس بعد أيام على إعلان إسرائيل الجمعة الماضي عن خطط لبناء 1076 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية، وأكثر من 800 في الضفة الغربية المحتلة، في خطوة قال الفلسطينيون إنها “رسالة” من إسرائيل إلى واشنطن بالتخلي عن جهود السلام في المنطقة.
من ناحية ثانية، دعا الملك إلى “التحلي باليقظة، وتضافر الجهود، لقطع الطريق أمام جماعات التطرف والظلامية، التي تحاول استغلال القضية النبيلة للدفاع عن القدس، لنشر العنف والإرهاب بالمنطقة”.
وأكد العاهل المغربي أن “حماية المدينة المقدسة من مخططات التهويد، ودعم المرابطين بها، لن يتأتى بالشعارات الفارغة، أو باستغلال هذه القضية النبيلة كوسيلة للمزايدات العقيمة”.
ودعا العاهل المغربي إلى “تعبئة قوية للوسائل والإمكانات الذاتية، وتسخيرها للدفاع عن مدينة القدس المحتلة”، وإلى “تعزيز عمل لجنة القدس، بتكثيف وكالة بيت مال القدس الشريف (الذراع المالية التابعة لها) لأعمالها الميدانية”.
وحقق بيت مال القدس الذي أنشئ سنة 1998 بحسب تقريره الصادر أخيراً، 127 مشروعاً بقيمة ثلاثين مليون دولار في “مجالات التعليم والصحة والسكن وشؤون المرأة والطفل والشباب والرياضة، إضافة إلى برامج اجتماعية أخرى”.