كشف تقرير أممي حديث عن أن ما يزيد على مليوني طفل بنسبة 22% لا يزالون خارج المدارس، وعلى الأخص الفتيات، رغم تحسن مؤشرات التعليم في اليمن خلال العقد الماضي.
وأوضح التقرير الذي أعده مكتب منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة لدى اليمن حول واقع الأطفال في اليمن أن “ما يزيد على نسبة 22% من أطفال اليمن لا يتحصلون على التعليم”، مشيراً إلى أن نسبة الفتيات خارج المدارس تمثل 30%، في حين يمثل الأولاد خارج المدارس 14%، فضلاً عن وجود تحديات أخرى في الجانب التعليمي تتمثل بوجود عجز في المعلمات، خصوصاً في المناطق الريفية وكذا تزايد أعداد الطلاب في سن الدراسة ومحدودية المدارس، الأمر الذي ينتج عنه كثافة الطلاب في فصول المدارس القائمة.
وتصل الكثافة في بعض المدارس إلى 120 طالباً في الفصل الواحد، بجانب ندرة المياه الصالحة للشرب في المدارس والنظافة الصحية والصحة المدرسية، وجميعها تشكل عوامل مؤثرة في تشجيع الطلاب في سن التعليم على الالتحاق بالتعليم أو التسرب من المدارس.
وأوضح التقرير أن نحو ستة ملايين من السكان الراشدين لا يملكون مهارات الكتابة، منوهاً بهيمنة الطابع النظري في مناهج التعليم، ولفت التقرير إلى ارتفاع معدل الأمية ليصل إلى 62% من اليمنيين.
وتتبعاً لأسباب تسرب الأطفال من المدارس، تبرز أسباب عديدة، من بينها عدم قدرة الأهالي على توفير متطلبات الدراسة لأولادهم، حيث وقفنا أمام حالة الطفل(إبراهيم .س) الذي لجأ إلى العمل على الرغم من أن عمره لا يتعدى اثنتي عشرة سنة، ووجد نفسه في ورشة ميكانيكا سيارات، وقد يصبح محترفاً في هذا المجال في المستقبل، وهو قال لـ”العربية.نت”: “إن والده عاجز عن العمل، وإن له أخوة أصغر منه وأمه لا تملك أية حرفة لإعالتهم، وظروف أسرته صعبة جداً”.
ويقول الباحث الاجتماعي محمد مسعد لـ”العربية.نت”: الحكومة عاجزة عن استيعاب الأطفال في إطار برنامج تنموي وتربوي وبرامج تنشيئية تكفل الحفاظ على مستقبل أجيال الوطن لتكون المسؤولة عن بنائه في المستقبل القريب. لا بد من توفير الدعم الكافي لبرنامج حماية الأطفال وتوفير التعليم المناسب وضمان عدم تسربهم من الدراسة والتعليم الأساسي بالذات من خلال آليات تبحث في مشاكل الأطفال وتعمل على حلها ومعالجتها، وتقدم الإرشادات والاستشارات النفسية والاجتماعية للجميع دون استثناء، أيضاً لا بد من تنفيذ دراسات بحثية ميدانية حول عمالة الأطفال وتشردهم والانحراف والمتاجرة بهم، ولن يكون الأمر سهلاً دون بذل جهود مضاعفة تتآزر فيها الجهات الرسمية والمنظمات الناشطة لتقديم المعالجات كافة.
أما صالح عبده، وهو معلم في إحدى المدارس الأساسية فيحذر من خطورة ذلك على مستقبل البلد، ويقول: الجميع يركز على محو أمية الكبار دون التركيز على مشكلة تسرب الأطفال من التعليم، والتي لها عدة أسباب منها اجتماعية واقتصادية، وينبغي على الجهات المعنية أن تنظر إلى مشكلة التسرب من زاوية أن هؤلاء الأطفال سيصبحون في المستقبل شباباً وستكبر المشكلة.