(CNN) — للمرة الثانية خلال أسبوع أنقذت البحرية الإيطالية سفينة تقل مهاجرين معظمهم فارين من جحيم حروب في بلادهم سعيا لحياة أفضل في الغرب، وبأي تكلفة، تزايدت أعدادهم مع استمرار الحرب الأهلية في سوريا منذ قرابة أربعة أعوام وانهيار ليبيا وتفشي العنف فيها.
وقادت البحرية الإيطالية السفينة التجارية “إيزادين”، المسجلة في سيراليون، بعدما هجر طاقمها الحمولة البشرية المكونة من ما لا يقل عن 400 مهاجر، معظمهم من السوريين، بينهم 70 طفال، في بحر “إيونيان” الواقع بين اليونان وإيطاليا.
ولاقى ركاب السفينة “بلو سكاي ام”،التي ترفع علم مولدوفيا، وعددهم 800 راكب، عندما تركهم طاقمها بعرض البحر قبل اعتراضها بواسطة فرقاطة يونانية قبالة شواطئ جزيرة كورفو اليونانية، وسمح لها باستكمال رحلتها في المياه الدولية قبل اقتياد خفر السواحل الإيطالي لها.
ورغم تكرار الحوادث المأساوية للمهاجرين غير الشرعيين عن طريق البحر، غير أن محللين أبدوا استغرابهم من تشغيل “الإبحار المبرمج” للسفينة وهجر الطاقم لها أو اندساسهم وسط المسافرين.
ويعتبر مسؤولون أوروبيون ميناء ميرسين بجنوب تركيا، والذي تربطه عبارة بحرية بمدينة اللاذقية السورية، نقطة انطلاق لمثل هذه الرحلات، وعادة ما يوقف بحارتها النظام الآلي لتحديد الهويات، ما يجعل هذه السفينة غير مرئية إلكترونيا.
وعادة ما يدفع “الركاب” ما بين 5 آلاف إلى 9 آلاف دولار لمثل هذه الرحلات، ويبلغ عائد كل “شحنة بشرية” نحو مليون دولار في المتوسط.
وتشير إحصائية لوكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي – فرونتكس – أن 270 ألف شخص حاولوا دخول أوربا بصورة غير مشروعة العام الماضي، قتل منهم أكثر من 3 آلاف أثناء المحاولة خلال تلك الفترة.
وأطلق بابا الفاتيكان، فرانسيس، مناشدة مؤثرة للبرلمان الأوروبي في نوفمبر/تشرين الثاني الفائت قائلا: “لا تمسحوا لأن يصبح المتوسط مقبرة ضخمة.”
لكن مع استمرار القلاقل في دول الساحل الجنوبي للمتوسط، يرى “مهربو” البشر في ذلك فرصة سانحة لجني المزيد من الأموال في 2015، بعمليات تهريب من المرجح أن يروح فيها المئات من الضحايا