العربية- تقصف قوات الأسد يبرود بالمدفعية بعد ليلة من القصف الجوي العنيف، ولا يزال الجيش الحر يتصدى لمحاولات الاقتحام من ميليشيا حزب الله.
وبين معركة يبرود وقصف المناطق السكنية بالبراميل المتفجرة، يسقط السوريون بالمئات يومياً، والحصيلة منذ مؤتمر جنيف إلى اليوم تخطت الأرقام السابقة بشكل كبير.
في الوقت الذي يزداد فيه الحديث عن معركة إسقاط يبرود بيد حزب الله اللبناني والجيش السوري، تواصلت الغارات الجوية على المدينة، إضافة إلى القصف المدفعي وراجمات الصواريخ التي استقدمها حزب الله من لبنان، والتي قال شهود إنها عبرت مناطق في البقاع اللبناني.
الاشتباكات العنيفة تواصلت من جهة بلدتي السحل وجراجير إثر محاولات قوات الأسد اقتحامهما بهدف الالتفاف على يبرود، لقطع طريق النازحين ونقل الجرحى إلى عرسال اللبنانية.
وتعد معركة يبرود مهمة جداً لحزب الله، حسبما أشار فهد الشليمي، رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام في مداخلة على نشرة “الرابعة” على شاشة “العربية”، إذ إن يبرود في القلمون تعد من المناطق الهامة استراتيجياً، والتي يفضل حزب الله السيطرة عليها لقربها من مناطق نفوذه في لبنان، ولخوفه من أن تصبح يبرود منطقة لانطلاق عمليات نوعية ضده من قبل الجيش الحر.
وأشار الشليمي إلى أن النظام بحاجة لبعض الانتصارات العسكرية على الأرض، إضافة لمحاولته المماطلة في جنيف لتحقيق إنجازات عسكرية.
ولفت إلى أن التشتت العسكري للمعارضة يفيد النظام وحزب الله في هذه المنطقة بالذات.
وارتفع عدد القتلى في المناطق السورية إلى 236 شخصاً في اليوم، حسبما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشار المرصد إلى أن هذا الرقم اليومي يعتبر الأعلى منذ بداية الانتفاضة السورية ضد نظام الأسد.
واستمر في حلب الطيران المروحي بإلقاء البراميل المتفجرة على أحياء المدينة، مستهدفاً التجمعات السكانية لإيقاع المزيد من القتلى بين المدنيين، مستهدفاً أحياء مساكن هنانو والشيخ نجار وغيرهما من المناطق.
وتعرضت بلدة الزارا في حمص لقصف عنيف من طيران الميغ والبراميل المتفجرة بعد صد هجوم لقوات الأسد..
واستمرت بلدة داريا في دمشق وريفها في تلقي البراميل المتفجرة على المناطق السكنية من قبل مروحيات الأسد.
وفي درعا، شهدت أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد وغرز، شرقي المدينة، معارك عنيفة بين الجيش الحر وقوات الأسد، إضافة إلى استهداف بلدات النعيمة وصيدا بالقصف المدفعي العنيف.
تقول شقيقة الناجية والشاهدة على قبح وإجرام نظام الأسد وشبيحته والميليشيات التي تسانده. تحدثت لنا عن المأساة التي عايشتها شقيقتها في ذلك اليوم المشؤوم: “سمعنا أنه تم فتح المعبر الموجود في حجيرة (معبر الوحش)، زوج أختي كان رافضاً للخروج من الجحيم المسمى (الحجر الأسود)؛ غير أنّ أختي أجبرته على الخروج من الحجر،وذلك بسبب رضيعها الذي شارف على الموت، وابنها البالغ 13 عاما، وهو الآخر قد شارف على الموت جوعاً؛ حزموا القليل من الأمتعة التي قد تقيهم برد الشتاء وتساعدهم على الإقامة في إحدى الحدائق، وعند وصولهم إلى المعبر المشؤوم كانت الميليشيات الطائفية بانتظارهم، فالمعبر لم يكن مفتوحاً، إنما كان فخاً لقتل أكبر عددٍ ممكن من ساكني الجنوب”. تحدثنا شقيقة (ن) وهي بجانب أختها في أحد المشافي الميدانية في الحجر الأسود، غير قادرة على الحراك، حيث يقول الأطباء إنها أصيبت بجروح حادة في الأعضاء التناسلية، بالإضافة إلى صدمة نفسية أفقدتها القدرة على الكلام، متصاحبة بحالات من الهلوسة والصراخ المستمر،
تتابع شقيقة (ن) حديثها: “قاموا بقتل رضيعها ومن ثمّ ابنها البالغ 13 سنة؛ ومن ثم قاموا بجلب زوجها (ي) وجعلوه يركع تحت أقدامهم، بالإضافة لضربه، وسبه، وشتمه، ثم قاموا بتعريته وأجبروه على ممارسة الجنس مع زوجته (ن) أمامهم، ومن ثم قاموا باغتصاب رجولته وإهانة كرامته أمام زوجته، ومن ثم قاموا باغتصاب زوجته أمام ناظريه وتبادلوها كما الدواب؛ وبعد أن انتهوا، قاموا بحرق الزوج أمام زوجته، وثم قاموا بإلقاء المرأة على طريق معمل (بردى) في الحجر الأسود حيث وجدها قريب لنا (خ) وقام بسحبها، و إسعافها إلى هذا المشفى الميداني”.
ثلاثة أيام قضتها (ن) في المشفى الميداني غائبة عن الوعي، روت خلال هذه الفترة بعضا مما جرى لها على معبر الموت، وبعد استيقاظها لم تستطع استيعاب ما حصل لها، حيث يقول بعض الموجودين في المشفى إن مسّاً قد أصابها “فهي تصرخ بشكل مستمر، وتحاول إيذاء نفسها، مع عدّة محاولات للانتحار، أو غياب عن الوعي، في أي مرة تحاول أنّ تسرد ما حصل معها على ذلك المعبر”. تكفف (ن -ش) دمعة نفرت من عين أختها التي رأت وسمعت ما لا يخطر على قلب بشر.