شهدت جلسة المجلس الوطني التأسيسي التونسي، اليوم الجمعة، حالة من الفوضى وتبادلاً للشتم بين النواب، وصلت درجة شتم نائبة من حركة النهضة أحد النواب، قائلة له “كلب”، مما اضطر رئيس المجلس إلى رفع الجلسة وتعليق الأشغال.

وتفجرت الاشتباكات اللفظية التي حصلت إلى تبادل للتهم حول المنح المالية المقررة لنواب المجلس، خاصة بعد اتهام النائب اليساري (حزب الوطد الموحد) منجى الرحوي لكتلة النهضة بأنها “تسعى إلى الزيادة في منح النواب في المجلس”، وهو ما احتج عليه رئيس كتلة النهضة الصحبي عتيق.n

وفي تصريح لـ”العربية.نت” أكد الرحوي أن “هناك حرصاً خاصاً من كتلة النهضة بالمجلس من أجل التسريع بالمصادقة على مشروع قانون أساسي ينظم عمل المجلس التأسيسي من أجل الحصول على منحة تصل إلى 8 آلاف دينار”، مشيرا إلى محرزية العبيدي نائبة رئيس المجلس (من كتلة النهضة) ستتلقى منحة بقيمة 37 ألف دينار في صورة المصادقة على الترفيع في المنحة”.

كما لم يخف الرحوي احتجاجه على ما أسماه “نهم وطمع نواب الكتلة الأغلبية في المجلس، وأنها لا تراعي بمثل هذه الزيادة الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وانتشار الفقر وتردي القدرة الشرائية لكل شرائح وفئات المجتمع التونسي”.

كما أوضح الرحوي أنه تعرّض إلى ضغوط من قبل الكثير من النواب لعدم البوح بهذه التفاصيل وعدم التطرق لموضوع زيادة المنحة النيابية، مؤكداً أنه رفض إخفاء الحقيقة على الرأي العام “مهما كانت التكاليف”. وهذا ما نفاه محمد الحامدي لـ”العربية.نت” الذي قال “إن كلام الرحوي غير دقيق بل غير صحيح، وإنه لم يكن محل ضغط من قبل زملائه النواب”.
دفاع من نائبة النهضة

من جهتم، نفى نواب النهضة تصريحات الرحوي واعتبروها “غير مسؤولة”، وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو للنائبة النهضوية هاجر عزيز تصف فيه النائب المنجي الرحوي بـ”الكلب” بعد وصفه لنواب التأسيسي بالطماعين.

وفي تصريحات لها، نفت عزيّز صحة ما تمّ تداوله، وقالت إنها “لم تنعت زميلها بذلك اللفظ”، وأكدت في المقابل “إنها وصفته بالكذاب”، مشيرة إلى “أن الرحوي استفزها بعد أن زيّف الحقائق وادعى أن نواب النهضة يتقاضون منحة تقدر بـ7 آلاف دينار، والحال أنهم يتقاضون منحة بـ2300 دينار”.

وأضافت عزيّز “أن الرحوي صرّح بأن نواب النهضة هم من اقترحوا قانون زيادة المنحة البرلمانية”، وهو افتراء على حدّ تعبيرها، وشددت محدثتنا على تمسكها بأن “منجي الرحوي كذّاب، والطمع هو الذي جاء به إلى رحاب المجلس”.

وأشار الرحوي إلى أنه لم يعارض إعادة النظر في منحة النواب القادمين من المناطق الداخلية، قائلاً “النواب الذين يقطنون في جهات داخلية من حقهم أن تسند لهم منحة سكن بقيمة 900 دينار”، معقباً “لكن من يقطن في تونس مثل النائبة النهضاوية هالة الحامي التي تدافع على نفسها لماذا يتمّ صرف مثل هذه المنحة؟”.

وينص الفصل 8 من مشروع القانون الأساسي الذي ينظم عمل المجلس التأسيسي على أن رئيس المجلس التأسيسي هو الذي يضبط المنح والتعويضات لفائدة الأعضاء، وأن له السلطة التقديرية في ضبط مقدار المنح والامتيازات النيابية.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *