كشف أحد الناجين السعوديين من سيول حائل، عبدالله فالح الرشيدي، لـ”العربية”، عن اللحظات الفارقة بين الحياة والموت في مواجهة السيول التي اجتاحت مناطق من المملكة.
والرشيدي هو أحد شابين سعوديين تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورتيهما وهما يقاومان الموت وسط السيول الجارفة عبر التشبث بشجرة في مشهد دراماتيكي.
وقال الرشيدي: “كنا تواجدنا في شعيب “الأديرع”، وهاجمنا السيل من الخلف، ليجرفنا مع السيارات، ولم نجد أمامنا سوى ساق شجرة تشبثنا بها، وتسلقنا عليها”. وأفاد بأنهم ظلوا يقاومون السيول حوالي 4 ساعات إلى أن تم إنقاذهم.
الحذر من بطون الأودية
ووجّه الناجي رسالة للمواطنين والمقيمين في السعودية بضرورة “أخذ الحيطة والحذر، وتجنب التواجد في الأماكن الخطرة مثل الشعبان وبطون الأودية ومجرى السيول، ولعل ما حدث لي يكون عبره للجميع”.
وشكر الرشيدي الدفاع المدني وكل من ساهم في عملية إنقاذه هو ومن معه ممن جرفوا بفعل السيول.
وتداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر مجموعة من الشبان في حائل، شكّلوا جسراً بشرياً لإنقاذ شابين علقا في السيول. وفي الوقت الذي أشاد فيه المغردون بما قام به الشبان بمغامرتهم للحفاظ على أرواح العالقين في السيول، تساءل آخرون عن عدم استجابة بعض المواطنين للتحذيرات التي أطلقها الدفاع المدني بأخذ الحيطة والحذر من هذه السيول، والابتعاد عن بطون الأودية.
حالة الطوارئ
ومن جهته، أوضح الصحافي متعب العواد, في اتصال هاتفي مع قناة “العربية”, أن “حائل أعلنت حالة الطوارئ، ولا زالت الأمطار مستمرة، وبشكل مكثف في محافظات الجنوب، ولكن الأوضاع بشكل عام تحت سيطرة الجهات المعنية”.
وفي نجران، رحّب مجموعة من الشباب بقدوم السيل وهم يقفون على قمة أحد الجبال التي ينتصفها مجرى السيل، وعلى طريقتهم الخاصة بالفلكلور المحلي، أنشدوا “الزامل”، و”يا هلا بالسيل يا مرحبا به”.
وعلى صعيد آخر، استمرت مديرية الدفاع المدني بالسعودية في التحذير من خروج المواطنين إلى الشعبان وأماكن “مجرى السيول”.
وقال مدير إدارة المخاطر الطبيعية في مديرية الدفاع المدني، العقيد عبدالله جلاب لـ”العربية”: “نقوم بتمرير البلاغات عبر غرفة طوارئ الدفاع المدني، إلى كافة مديريات الدفاع المدني المعنية بالأمطار، وإلى وسائل الإعلام”.