“كنا ندوس على جثث جيراننا وأقربائنا وأولادنا ونحن نحاول الهرب من الذيابية”، بهذا الاختصار وإحساس الفجيعة قال “أ.ج” واصفاً طريقة هروبه من “الذيابية” التي ارتكبت فيها اليوم ميليشيات حزب الله ولواء أبو الفضل العباس مجزرة ذهب ضحيتها 100 سوري حتى الآن، بحسب ما قالت “سانا” الثورة.
وبحسب أمل القلمونية، عضو المكتب الإعلامي في اتحاد تنسيقيات الثورة والمتحدثة عن دمشق وريفها، فإن المعارك استمرت أكثر من 3 أيام في “الذيابية” و”السيدة زينب” و”الحسينية”، وتم اليوم صباحاً اقتحام بلدة “الذيابية” في جنوب دمشق، تحت تغطية من قبل النظام السوري بالقصف المستمر، حيث من المعروف أن حزب الله ولواء أبو الفضل العباس الموالين للنظام السوري يسيطران على تلك المناطق بحجة الدفاع عن مقام السيدة زينب.
وأثناء الاقتحام كانت عناصر حزب الله ولواء أبو الفضل العباس يرددون هتافات مذهبية، بحسب شاهد العيان، والناجي من المجزرة “أ.ج” قال إن من هذه الهتافات: “لبيك يا حسين”، “يا قاتلي الحسين”، “لبيك يا زينب”. ويتابع “أ.ج”: “لا يمكن أن ترضى السيدة زينب على ما يفعله أولئك باسمها، إنهم يقتلوننا تحت راية الدفاع عنها، ومقامها موجود في بلدنا ومنطقتنا ولطالما زرناه وتباركنا به”.
وتم إعدام الكثيرين ميدانياً بالرصاص في بداية المجزرة وأثناء الاقتحام، ومن ثم تم ذبح الكثيرين، ما جعل الجثث تتجمع في الشوارع وتتراكم فوق بعضها.
وبحسب شاهد العيان في تصريحه لـ”العربية.نت” فإن قبل عملية الذبح كان يقال “كرمال السيد”.
ولاحقت عناصر حزب الله ولواء أبو الفضل العباس الناس الذين حاولوا الهروب من “الذيابية”، وقتلت عدداً منهم، ومن ثم بدأت عملية إحراق للبيوت واعتقالات بأعداد ضخمة من النساء والأطفال، وخصوصاً أولئك الذين حاولوا أن ينجو بحياتهم من جهنم الموت كما سماها “أ.ج”.
خبز من العدس
تعيش مناطق دمشق الجنوبية حالة إنسانية شديدة القسوة، وبحسب “هشام”، شاهد عيان وناشط في المنطقة، فإن الناس في مناطق “الذيابية” و”الحسينية” المحاصرة منذ عشرة أشهر تقريباً، قامت بعمل الخبز من العدس، فالجوع فتك بالمنطقة، والخوف والرعب من القتل والقصف الذي لا يتوقف جعل من الناس تعيش على أي مادة يمكن مضغها.
وأما سكان تلك المناطق والأحياء فإن معظمهم من أهل الجولان النازحين، ويبدو أن الموت لا ينوي ترك أولئك الناس، فمن نجا من الجوع والفقر الشديد قتلته ميليشيات حزب الله ولواء العباس المذهبي.
ومعظم سكان منطقة الحسينية هم من الفلسطينيين، ويقول هشام: “مناطقنا خذلت، لم ينجدنا أحد، وجيشنا الحر لا يستطيع وحده أن يرد هجوم أولئك الوحوش”.
واليوم يوجد في “حجيرة” و”السيدة زينب” 1500 عائلة تنتظر مصيرها على أيدي ميليشيات الموت الطائفية، دافعوا عن أنفسهم تحت الجوع والقصف منذ عشرة أشهر، وهاهم ينتظرون الموت ذبحاً وإعداماً ميدانياً تحت هتافات طائفية تتهمهم بأنهم أعداء الحسين.
وبدا هشام رغم كل الأسى الواضح في صوته وكلامه، وإحساس الخذلان الذي شاب صوته، بدا سعيداً عندما قال “نحن بالذيابية كسرنا وحطمنا صنم حافظ الأسد”، ويتابع: “لطالما خرجنا في مظاهرات لنصرة درعا ودوما وحمص، وكنا من أوائل من شارك بمظاهرات الحجر الأسود والميدان وكفر سوسة”.
معارك مستمرة
لأكثر من 3 أيام نشبت معارك عنيفة بين الجيش الحر – في جنوبي دمشق وتحديداً في ضاحية السيدة زينب ومنطقتي الذيابية والحسينية – وميليشيات حزب الله اللبناني وميليشيات عراقية في ضاحية السيدة زينب جنوب دمشق، حسب ما أفاد ناشطون سوريون.
وكانت المعارك على أشدها ما بين “الحر” والعناصر الشيعية لاسيما في ضاحية السيدة زينب، بعد هجوم شنه “الحر” ضد حزب الله وميليشيات شيعية عراقية تسيطر على تلك المنطقة.
وبحسب مقاتلين من الجيش الحر فإن الهدف من هذه المعارك هو تخفيف
ضغط القتال الدائر على ضاحيتي “الذيابية” و”البويضة” اللتين تقعان بالقرب من منطقة السيدة زينب.