وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ما يحدث اليوم في سوريا بالكارثة التي لها عدة أبعاد كثيرة، أولها الدماء السورية التي تسيل وأعداد اللاجئين الضخمة بالإضافة إلى أن سوريا دمرت، مؤكداً أن الوضع في مصر لا يقارن بأي حال من الأحوال بما يحدث في سوريا.
وأضاف خلال مقابلة مع قناة “العربية” في القاهرة أنه يجب إيجاد حل سريع وهو البدء في مرحلة انتقالية وتشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة يتم الاتفاق عليها بين الأطراف المتصارعة.
وأكد العربي أنه لابد من قرار فوري من مجلس الأمن بوقف القتال وليس التسوية السياسية وإدخال مساعدات إنسانيه وطبية.
وأضاف العربي أنه في مكالمة هاتفية مع معاذ الخطيب أبرز أهمية التحرك بعد استخدام أسلحة الدمار الشامل وأن من قام بذلك لابد أن يقدم للمحاكمة.
وستذاع المقابلة كاملة الأربعاء 23:30 بتوقيت غرينتش، وستعاد الخميس 16:30 بتوقيت غرينتش.
وتعليقا علي تهديد الاتحاد الأوروبي بقطع المساعدات عن مصر، قال العربي: “لا بد أن نعترف أن لديهم سياسات مستقرة ومن حديثي مع كاثرين آشتون أعلم أنهم متفهمون للموقف المصري ولا أعتقد أنه سيصدر عنهم شيء مفاجئ ولكن من حقهم طلب التعجيل بالمسار الديمقراطي في مصر وهذا طلب شرعي”.
حرب باردة بين دولتين
وحول سؤاله عن المواقف المتباينة حول ردود أفعال العالم الغربي تجاه سوريا وهجومهم على مصر، قال إن مصر لا تقارن بأي حال من الأحوال بما يحدث في سوريا ولكن موضوع سوريا هو خلاف بين دولتين روسيا والولايات المتحدة وهو صورة جديدة من الحرب الباردة بين الدولتين.
وحول رأيه في تباين المواقف من ثورة 25 يناير و30 يونيو رغم تشابه الموقفين، قال العربي إنهم كانوا يشعرون أن مبارك استهلك مدته ولكن في 30 يونيو كان البعض يرى أنه رئيس منتخب ويسير على طريق ديمقراطي، وإنما في الحقيقة أن الانتخابات ليست السبب الوحيد للشرعية والديمقراطية، وما حدث في 22 نوفمبر 2012 قضى على ذلك وهو الإعلان الدستوري.
وقال العربي إن ما ذكره من أن ما حدث في مصر هو ثورة شعبية أيدها الجيش هو رأيه الشخصي وليس موقف الجامعة العربية لأنه لم يفوضه أحد. وعن موقف الجامعة العربية مما حدث، قال إنه سيتحدد باجتماع وزراء الخارجية وهو ما سيتم في 3 سبتمبر/أيلول القادم في الجلسة النصف سنوية للجامعة العربية.
وحول اختلاف الدول العربية في موقفها مما حدث في مصر، قال العربي إن من حق كل دولة أن تقول رأيها ولكن الحقيقة أن الشعب هو الذي يفوض رئيس الدولة ويعطيه شرعيته والشعب المصري نزل يوم 30 يونيو بشكل غير مسبوق عالمياً وكان يجب أن تستقيل الحكومة فوراً كما يحدث في الدول الأخرى.
ونفى أن يكون موقف الاتحاد الإفريقي مازال كما هو بعد زيارتهم لمصر وإنما الوفد قدم تقريراً بعد عودته أكد فيه أنها ثورة شعبية وليس انقلاباً.
الموقف الأميركي من مصر
ومن وجهة نظر العربي فإن الموقف الأميركي من مصر يرجع إلى أن الولايات المتحدة بعد خوضها العديد من المعارك قررت أن مصلحتها مهادنة التيار الإسلامي وتمنى أن تكون الولايات المتحدة تعيد النظر في موقفها وأضاف أنه يعتقد أن أميركا لديها الإمكانيات والبحوث الكافية لأن يكونوا مع الشعوب و ليس مع تيار بعينه.
وأضاف العربي أنه من الغريب أن أداء الإخوان في الحكومة كان سيئا ولكن أداءهم الإعلامي الآن في توصيل وجهة نظرهم هو ممتاز.
وحول ترشيحه من أكثر من جهة لتولي الحكومة سواء والإخوان في الحكم أم الآن من قبل أستاذ العلوم السياسية سيف عبد الفتاح كنوع من الحلول، قال إنه يرفض ذلك لأن سنه وتجربته تقول إنه لا يصلح لذلك في هذه المرحلة.
لا خلط بين الدين والدولة
وقال العربي إننا يجب أن نفرق بين شيئين وهما الإخوان المسلمين كمجموعة أو فصيل يعمل بالسياسة وهذا يجب أن يعمل بميزان من الذهب ولا يخلط الدين مع الدولة وبين مجموعة إرهابيه لا يجب التعامل معها ويجب أن تسلم أسلحتها ويجب حدوث مصالحة لأنهم جزء من الشعب المصري ولكنه لم يتوقع أن يحدث هذا قريباً.
وتمنى العربي أن يكون هناك دور لشباب الإخوان في المرحلة المقبلة.
وأنهي العربي حديثه بالدفاع عن صديقه الدكتور محمد البرادعي وقال إن البرادعي هو ملهم ثورة 25 يناير وقام بدور سيذكره له التاريخ وإنما هو عنده ضمير يتصرف من خلاله وقال إنه لا شك كان يقصد الخير لمصر والكلام الذي يقال عنه غير مقبول وربما كان الخطأ هو توقيت ما فعل.