طلب ما يسمى بالجيش الوطني الليبي من المدنيين، مغادرة مناطق في مدينة بنغازي قبل شن هجوم جديد على المتشددين الإسلاميين، وذلك بعد يوم من سقوط عشرات القتلى في أسوأ اشتباكات تشهدها المدينة الواقعة بشرق ليبيا منذ شهور، بحسب تقرير إخباري اليوم الأحد.
وشوهدت عشرات العائلات، وقد حزمت أمتعتها وهي تخرج من المناطق الغربية من المدينة، حيث دارت اشتباكات استمرت لساعات الجمعة الماضية بين مقاتلين إسلاميين وقوات تتبع اللواء المتقاعد المنشق، خليفة حفتر، وتعمل بعيدا عن قيادة الجيش الليبي.
هذا وأفادت مصادر لقناة “العربية” أن الجزائر استنفرت أربعين ألف جندي من قواتها على الحدود الليبية إثر تردي الأوضاع الأمنية، بحسب تقرير بُث اليوم الأحد.
وكشفت المصادر أن الجزائر اتخذت هذه الخطوة بسبب المحاولات المتكررة لإدخال السلاح عبر الحدود.
يُذكر أن الجزائر كانت قد أغلقت سفارتها في ليبيا أيضا على إثر تهديدات أمنية.
وإلى ذلك، قال “حفتر”، الذي كان يرتدي زيا عسكريا، إن القوات التابعة له انسحبت بشكل مؤقت من بنغازي لأسباب تكتيكية، مؤكدا أن الحكومة والبرلمان غير شرعيين لأنهما أخفقا في تحقيق الأمن.
وصرح للصحافيين في ناد رياضي في بلدة الأبيار الصغيرة الواقعة شرقي بنغازي قائلا: “سنعود بقوة”، مضيفا أن قواته بدأت هذه المعركة وستواصل حتى تحقق أهدافها.
من هو حفتر؟
وكان “حفتر” شخصية بارزة في انتفاضة 2011 التي أطاحت بالقذافي، وقد أثار شائعات عن وقوع انقلاب في فبراير شباط بظهوره بزي عسكري للدعوة لتشكيل لجنة رئاسية لإدارة البلاد حتى إجراء انتخابات جديدة.
كما أفاد مسؤول في وزارة الصحة الليبية أن عدد القتلى من جراء الاشتباكات ارتفع إلى 79 قتيلا، وإن أكثر من 100 شخص أصيبوا.
وأعلن الجيش الليبي منطقة حظر طيران فوق مدينة بنغازي، بعد أن استخدمت قوات حفتر طائرة هليكوبتر واحدة على الأقل في القتال الذي نشب الجمعة، وذلك حسبما ذكر بيان على موقع قيادة الأركان على الإنترنت.
ومنذ الانتفاضة التي اندلعت عام 2011 وأطاحت بنظام معمر القذافي، مازالت ليبيا عاجزة عن فرض سيطرتها على كتائب من المعارضة السابقة رفضت نزع أسلحتها وأقامت مناطق نفوذ خاصة بها.
وتبذل بنغازي – مركز الانتفاضة ضد القذافي – على وجه الخصوص جهدا لاحتواء العنف ومنع هجمات ينحى باللائمة فيها على أنصار الشريعة التي يعمل أفرادها غالبا بشكل علني. وأدرجت واشنطن الجماعة على قائمة المنظمات الإرهابية.