يواصل عشرات النشطاء في بريطانيا جهودهم المكثفة من أجل إغاثة الشعب السوري وإرسال المزيد من المساعدات للمنكوبين مع اتساع رقعة القتال وارتفاع أعداد المدنيين المتضررين من قمع قوات النظام، في الوقت الذي تزداد فيه الفعاليات الداعمة للثورة السورية في مختلف أنحاء بريطانيا.
وتمكّنت هيئة الأعمال الخيرية في بريطانيا من جمع مليون دولار خلال وقت قياسي ضمن حملتها “خبزنا لسوريا” لترسل الدفعة الثالثة من الخبز للسوريين المنكوبين، وقالت لـ”العربية نت” إنها بدأت الأسبوع الحالي توزيع الطحين على أكثر من ثلاثة ملايين منكوب داخل وخارج الأراضي السورية.
وأوضح مدير عام هيئة الأعمال الخيرية، عثمان مقبل، أن جمعيته تمكّنت من جمع مبلغ مالي قياسي من المحسنين المتضامنين مع الشعب السوري خلال الفترة الماضية، مشيراً الى أنه تم إرسال 40 شاحنة محمّلة بدقيق القمح لإغاثة السوريين عبر الأراضي التركية، وهذه الشاحنات محمّلة بألف طن من الطحين الجاهز لإنتاج الخبز، وتكفي هذه الكمية لإنتاج 625 ألف ربطة خبز، سيستفيد منها نحو ثلاثة ملايين سوري.
وقال مقبل لـ”العربية.نت” إن هذه الكمية من الخبز تكفي من تصلهم لأيام معدودة فقط نتيجة أنها قليلة في النهاية، وكون الخبز مادة استهلاكية يومية، ما يعني أن هذه الحملة يجب أن تستمر حتى انتهاء محنة الشعب السوري، وعودة اللاجئين الى بيوتهم، وانتهاء القتال وتوقف القصف الذي ينتج هذه المآسي والكوارث الانسانية.
ومن جهته، كشف الناطق الإعلامي باسم هيئة الأعمال الخيرية في بريطانيا عدنان حميدان عن حملة جديدة بدأ العمل بها مؤخراً وترمي لتزويد المنكوبين في سوريا بحليب الأطفال، مشيراً الى أنه تم جمع 100 ألف جنيه إسترليني (160 ألف دولار) حتى الآن لشراء حليب الأطفال وإرساله للمحتاجين في سوريا، على أنه سيتم الإعلان قريباً عن تفاصيل هذه الحملة.
وأشار حميدان إلى أن المنكوبين يحتاجون الى أنواع مختلفة من المساعدات مع تدهور الأوضاع الإنسانية بصورة غير مسبوقة في داخل سوريا، حيث تم حتى الآن افتتاح أربعة مستشفيات ميدانية في المناطق المحررة والتي تركتها قوات النظام مدمرة، كما تم تأسيس مدرسة أطفال تحمل اسم “مدرسة أجيال الحرية” على الحدود بين سوريا وتركيا لتقدم خدماتها لأطفال اللاجئين السوريين.
وتمثل جهود هيئة الأعمال الخيرية في بريطانيا جزءاً من جهود كبيرة يقوم عليها العديد من النشطاء البريطانيين والعرب، وبينهم سوريون، يعملون في مجال تقديم الإغاثة وتوزيع المساعدات على الشعب السوري. كما يوجد في بريطانيا العديد من الجمعيات الخيرية التي تفرغ بعضها لجمع التبرعات وتقديم المعونات للشعب السوري.
وفي الوقت الذي ينهمك فيه بعض النشطاء في الجانب الانساني للمعاناة، فإن أعداداً كبيرة من النشطاء الآخرين ينهمكون بتنظيم الاحتجاجات والفعاليات اليومية في مختلف أنحاء بريطانيا من أجل دعم الثورة السورية ورفض المجازر التي يتم ارتكابها في المدن والقرى السورية.