كتبت بولا أسطيح في “الشرق الأوسط”:

كشف استطلاع رأي أن 95 في المائة من الشيعة في الضاحية الجنوبية لبيروت يؤيدون تدخل حزب الله في سوريا، على الرغم من أن نصف المستطلعين لا يعتبرون أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله زعيمهم.

وقد أجري الاستطلاع في شهر شباط الماضي من قبل جمعية «هيا بنا» وهي منظمة لبنانية غير حكومية تمول الكثير من نشاطاتها السفارة الأميركية في بيروت، على عينة من 600 شخص نصفهم من النساء، يعيشون في مناطق الضاحية الجنوبية لبيروت وبالتحديد في الشياح وحارة حريك وبرج البراجنة وحي السلم، وهي مناطق شيعية ومعاقل لحزب الله.

وخلصت «هيا بنا» التي نشرت دراسة يوم أمس بعنوان «اقتراع الضاحية» إلى أن «لحظة تلاشي المجتمع الشيعي بدأت بالانحسار مقابل بدء تلاشي تنظيم حزب الله». وتعتمد الجمعية باستنتاجها هذا على أن 53 في المائة من المستطلعين يعتبرون نصر الله زعيمهم، فيما يتبع 18 في المائة فقط رئيس المجلس النيابي نبيه بري ويقول 23.5 في المائة أنهم لا يثقون بأحد من الزعماء الشيعة.

ويُعرّف رئيس الجمعية والناشط الشيعي لقمان سليم المعروف بمواقفه المعارضة لحزب الله، «هيا بنا» على أنها «مبادرة لبنانية مدنية مكرسة لتقديم منصة للأصوات المعتدلة وهي ملتزمة مقاومة الخوف والتعصب».

ولا ينكر سليم أن الجمعية تتلقى تمويلا أميركيا وأوروبيا «وأي تمويل آخر يسمح به القانون اللبناني». وبرز في السنوات الماضية الشراكة التي أقامتها الجمعية مع السفارة الأميركية في بيروت لتعليم نساء الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب اللبناني اللغة الإنجليزية ما وصف وقتها بـ«اختراق السفارة معاقل حزب الله». ويستمر المشروع بتعليم اللغة الإنجليزية لكل نسوة لبنان الراغبات في ذلك.

ويشير سليم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ما خرج به الاستطلاع لجهة أن 47 في المائة من شيعة الضاحية لا يثقون بنصر الله، يؤكد أن «مبدأ الإجماع لدى الطائفة الشيعية بدأ يتلاشى وبأن نحو نصف الشيعة لا يثقون بأن السياسات التي يعتمدها حزب الله سياسات ناجحة». ويرد سليم تأييد 95 في المائة من المستطلعين تدخل حزب الله العسكري في سوريا إلى «نجاح الحزب بزرع الخوف في نفوس بيئته، فصناعة الخوف التي تكثفت في الفترة الماضية أثمرت هذه النتيجة». وقال: «خطاب حزب الله التبريري لقتاله في سوريا للدفاع عن المقدسات ومحاربة الإرهابيين والدفاع عن خط المقاومة، جعل الخوف نجم الساحة الشيعية، لكن ذلك لا يعني بالضرورة الموافقة العمياء على سياسة الحزب».

وأقر 75 في المائة من المستطلعين بأنهم يعرفون عنصرا واحدا من حزب الله على الأقل قتل في المعارك السورية فيما اعتبر 83 في المائة أنهم باتوا أكثر أمانا بعد مشاركة الحزب بالقتال هناك.

وتشير المعلومات إلى أن نحو 500 عنصر من حزب الله قتلوا في سوريا منذ إعلان نصر الله مشاركة عناصره بالقتال هناك في عام 2012.

ويفضل 58.5 في المائة من المستطلعين أن يبقى الرئيس السوري بشار الأسد قائدا لسوريا في أي حل مقبل للأزمة السورية، ويتوقع 56 في المائة أن تنتهي الأزمة هناك قريبا.

ويعتبر 41.2 في المائة من سكان الضاحية أن وظيفة سلاح حزب الله باتت الدفاع عن لبنان وحماية حدوده. ووحدهم 31.7 في المائة من المستطلعين ما زالوا يؤمنون بأن وظيفة سلاح الحزب مواجهة إسرائيل وتحرير فلسطين.

ولا يقتصر استطلاع الرأي الذي أجرته «هيا بنا» على موضوع مشاركة حزب الله بالقتال في سوريا، بل يطال الملفات السياسية الداخلية الأخرى وعددا من الملفات الحياتية.

وكنتيجة حتمية لتأزم العلاقة السنية – الشيعية في لبنان والمنطقة ككل، وصف 58.8 في المائة من سكان الضاحية علاقتهم بالطرف السني، شريكهم بالوطن بـ«السيئة»، فيما وصفها 25.8 في المائة بـ«الجيدة». واعتبر 62 في المائة من المستطلعين أن علاقتهم بالطرف الفلسطيني «سيئة»، فيما وصف 76 في المائة علاقتهم بالشريك المسيحي بـ«الجيدة».

وأعلن 75 في المائة من المستطلعين أنهم يرغبون في المشاركة بالانتخابات النيابية وبالتالي يرفضون تمديد ولاية البرلمان الحالي للمرة الثانية، علما أن حزب الله لم يعلن بعد موقفا نهائيا من الموضوع.

وفاق عدد الذين يؤيدون إسقاط اتفاق «الطائف» وقيام توافق جديد بين اللبنانيين على أسس النظام الـ86.2 في المائة، علما أن نصر الله كان قد دعا في عام 2012 لـ«مؤتمر تأسيسي ينتهي لوضع عقد اجتماعي جديد».

ويخطط 21.2 في المائة من سكان الضاحية للهجرة خلال السنوات الـ5 المقبلة، فيما يؤكد 70 في المائة أنهم لا يفكرون بمغادرة منطقتهم، ووحدهم 22.8 في المائة منهم يرغبون في الانتقال للسكن في شقق أكبر. ويُجمع 73.7 في المائة على أن وضعهم المعيشي في العام الماضي كان أفضل مما هو حاليا.

ويفتخر 47 في المائة من المستطلعين بكونهم لبنانيين بخلاف 45.8 في المائة أعلنوا افتخارهم بانتمائهم للطائفة الشيعية، وقد ارتفعت هذه النسبة بعد أن كانت 36 في المائة فقط في السنوات الماضية.

ولم تؤثر التفجيرات التي هزّت الضاحية الجنوبية لبيروت العام الماضي على 70.7 في المائة من المستطلعين الذين اعتبروا أنهم يعيشون بأمان في منطقتهم، وقد قال 52.6 في المائة منهم إن حزب الله هو من يحفظ أمن المنطقة فيما خالفهم 44.9 في المائة الرأي فاعتبروا أن الأجهزة الأمنية اللبنانية هي التي تحمي الضاحية.

وبنسبة لافتة، وصف 83 في المائة من المستطلعين أداء الجيش اللبناني بـ«الممتاز»، وهو ما يفسر بحسب سليم «حذر الجماعات السنية بتعاطيها مع المؤسسة العسكرية».

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫11 تعليق

  1. ان كان هذا الاستفتاء صحيح مع أني أشك لأنك حين تنزل لأرض الواقع ترى بآم عينك الأمور على حقيقتها وان كان كل الشيعة غير مؤيدين للسيد حسن فهذا شي اعتبره شيء صحي كل على رؤيته للأمور ولا ينجرو كالنعام وراء أسيادهم من دون فهم للأمور كل يقيم الأمور على حسب مصالحه الشخصية ومع هيدا الله يخليك فوق رأسنا اللي خليت كل واحد سفيه يستحي انه إنسان دون كرامه وعزه وشرف وتحيه لغزه المجروحه والعرب أمه محمد صلى الله عليه وآله العملاء الذين يشاركون اسرائيل بذبحهم بكرا جاييكم الدور وداعش الكافرة اللتي ضيعت طريق إسراء يل فاتجهت للدول العربية سوريا والعراق تقتل وتنكل باسم الدين الله ياخدهاو يخلصنا من هل الوباء يا رب

  2. العما شو بيكزبوا لو مابيثقوا فيه ماضحوا بحياتهن كرمالوا وراحوا لسوريا

  3. من المنطقي ان توجد جماعة من الناس غير مرتاحة لدخول حزب اللات في الحرب السورية و فقدانها لأبناءها خارج لبنان و ليس اثناء الحرب ضد إسرائيل بل ضد شعب مسالم ٠٠٠
    البعض يحارب ضد الحكم الحالي و هذا شأن سوري داخلي
    و كلنا نعلم بتداعيات هذه الحرب على لبنان ٠٠٠

  4. لأربعاء 20 آب 2014 – 07:12

    توقع مصدر وزاري لـ”الانباء” في حال استمرار اللجوء الذي أصبح في بعض منه مسلحا إقفال الحدود مع سورية بصورة موقتة لمنع تكرار ما حصل في عرسال.

    وعلم أن سلسلة توصيات قد تطرح في مجلس الوزراء لمعالجة هذا الملف أبرز ما فيها: ان السلطات اللبنانية المختصة هي التي ستتولى تسجيل اللاجئين وليس المفوضية العليا التابعة للأمم المتحدة، بحيث يصبح تصنيف اللاجئ من سورية من اختصاص السلطات الحكومية لا المفوضية العليا.

    نزع صفة «نازح» عن كل من يبعد مكان سكنه عن الحدود بين البلدين.

    وستعتمد السلطات المعنية مسافة 30 أو 40 كيلومترا عن الحدود مع لبنان لاعتبار النازح لاجئا في حال وقوع اشتباكات، أما كل من يبعد عن تلك المسافة فسيعتبر أنه غير مرغوب في بقائه. ان كل لاجئ يتوجه الى سورية تسقط عنه صفة اللجوء وفقا لتعريف جنيف، فاللاجئ هو من لا يستطيع العودة الى بلاده لسبب أمني أو غير راغب في ذلك

  5. ان قضية سني شيعي/مع قناعتنا باجرام القادة المحسوبين على الشيعة وزعمائهم الان،والقادة المحسوبون على السنة لا يقلون اجراما عنهم/هي قضية مفتعلة الهدف منها تمزيق الامة …
    اتمنى ان تصل الرسالة لصاحبها ويستغفر ربه عن الافتراء ان كان قاصدا الافتراء..او يتوقف عن سوء الظن الناتج عن سوء الفهم وسوء التفكير، وان يتوقف عن الهرف بما لايعرف، لان هذا لا يليق بالعقلاء.

  6. ليس دفاعا عن الشيعة / فانا لا ارى فرقا بين مسلم سني وبين مسلم شيعي.. وانا مع الحق ولست مع الاسماء/ ..لكن دفاعا عن العقل
    ……….
    اضحك من سذاجة وبلاهة كثير من العوام اتباع المذاهب المختلفة سواء السنية او الشيعية،عندما اراهم يختصمون ويتشاجرون فيما بينهم تعصبا لاشياخهم، واشياخهم كما في حالة ابي حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل وجعفر الصادق ، لا يحمل ايا منهم للاخر الا المودة والاحترام..
    “وهذا ما نلاحظه في عالم السياسة ايضا”!ا
    فالقادة والزعماء متالفون متفقون، والرعاع يشتمون بعضهم بعضا، كما في حالة اتباع ال سلول في الحجاز وال نجاد في طهران …ففي الوقت الذي يظهر فيه نجاد معانقا لملك ال سلول ،ويسيران متشابكي الايدي كالعشاق..نرى العوام الذين لا عقول لهم .. يتشاجرون على قضية سني شيعي!!

  7. @@@@@@@@@
    ان كل من يروج لقصة سني شيعي هو عميل عن علم او عن جهل للكفار، الذين يعملون لتدمير امة الاسلام وترسيخ تمزقها، وهو جاهل العوبة بيد الحكام،ولا ادل على هذا من تصفيق الناس عام 2006 لحسن نصرالله عندما اراد بعض الطغاة هذا التصفيق لاسباب سياسية،ثم انقلاب الناس الجهلة على حسن نصر الله لنفس الاسباب، مع ان الرجل هو نفسه لم يتغير ولم يتبدل ولم يغير عقيدته،هو منذ البداية ليس اكثر من مطية لحكام طهران مطايا الامريكان.
    واخيرا نقول توقفوا عن اثارة قضية سني شيعي ولا تساهموا في ترسيخها واعملوا معنا لاقامة دولة الاسلام، لانها وحدها من ستحل كل مشاكل امة الاسلام ومنها قضية سني شيعي، ومصري اردني فلسطيني عراقي ..وكل المشاكل الاخرى وتعيد للامة / سنة وشيعة/ الكرامة المفقودة والعزة الضائعة!!

  8. ما بيعنينا ولا بيهمنا يثقوا فيه ولا يقبروه هذا شانهم بين بعضهم …لكن بيهمنا موقفهم من تدخله ببلادنا وقتله لشعبنا إذا كانوا 95 % منهم مؤيدينه فهذا بيدل على حقارتهم وإجرامهم متله وإن شاء الله كل واحد منهم بيأيده بحربه ضد بلادنا يدوق اللي شافوه السوريين على إيديه وإيدين حليفه بشارون من قتل وتهجير وظلم وخوف ويجربوه بولادهم يا الله انت المنتقم الجبار تخسف بدجال المقاومة وعصابته الأرض وتفرجينا فيهم عدلك وانتقامك هو وبشارون وأسيادهم المجوس !

    1. Ma 7ada 3m y2tol sha3bk 7zb alla 3m y7areb ltakfiriye wl erhabiye w 3m y2atel da3esh eza sha3bk huwwe da3esh eh alla la yrddo wala yreddk

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *