تبين من تقارير وتحقيقات صحافية تضمنت شهادات وإفادات من داخل سوريا أن نظام بشار الأسد يشتري الكهرباء والنفط من تنظيم “داعش”، ويقيم علاقات اقتصادية مع التنظيم، وهي العلاقات التي وصفتها صحيفة بريطانية بأنها “على طريقة المافيا”.
وبحسب تحقيق صحافي انفردت بنشره جريدة “فايننشال تايمز” البريطانية الأسبوع الماضي فإن نظام الأسد وتنظيم “داعش” يعملان سوياً ويتعاونان من أجل تزويد السكان في سوريا بالطاقة، فيما يدفع النظام السوري الأموال للتنظيم مقابل الحصول على الطاقة، كما يدفع بالموظفين للعمل في منشآت لتوليد الكهرباء خاضعة لسيطرة “داعش”.
وبحسب ما نشرت كل من “فايننشال تايمز” و”ديلي ميل” البريطانيتين فإن العديد من المنشآت الحيوية تحولت إلى “مشروعات مشتركة” بين تنظيم “داعش” ونظام الأسد، وذلك على الرغم من أن البلاد أصبحت مقسمة بين الطرفين اللذين يتظاهر كل منهما بقتال الآخر.
ويقول موظف اكتفى بالتعريف على نفسه بأن اسمه (أحمد) إنه يعمل مضطراً في منشأة غاز خاضعة حالياً لسيطرة “داعش”، مشيراً الى أنه يعمل مهندساً في المنشأة المشار إليها منذ أكثر من سنة لأنه “لا خيار أمامه”، حيث إنه شاهد سابقاً أحد زملائه المهندسين وقد تم إعدامه، كما أن المهندسين والخبراء العاملين في المشاريع والمنشآت المهمة يتعرضون للضرب بشكل يومي.
وتكشف صحيفتا “ديلي ميل” و”فايننشال تايمز” البريطانيتين أن تنظيم “داعش” يهيمن حالياً على ثمانية من أكبر موارد الطاقة في سوريا، كما أن كلاً من “داعش” ونظام الأسد يسيطرون بشكل مشترك على نحو 90% من مصادر الكهرباء في سوريا، ويتعاونون في هذا المجال.
وتقول التقارير إن الحكومة السورية تقوم بتشغيل الشركات التي تضم موظفين مدربين ومؤهلين يعملون على تشغيل منشآت الطاقة ومحطات توليد الكهرباء، وإن تنظيم “داعش” يسيطر على الكثير من منشآت الطاقة، بما يجعل التعامل بين الجانبين أمر ضروري من أجل الاستفادة من البنية التحتية للبلاد.
وشبه أحد المسؤولين في شركة طاقة سورية الوضع بأنه أشبه بذلك الذي شهدته شيكاغو في العشرينيات من القرن الماضي، عندما أجرت الحكومة الأمريكية اتصالات مع عصابات المافيا، لكن “فايننشال تايمز” نقلت عن وزارة النفط السورية قولها إنه “لا تعاون مع الجماعات الإرهابية بهذا الخصوص”.
وبحسب جريدة “فايننشال تايمز” فإن نظام الأسد وتنظيم “داعش” يقيمان علاقات تعاون قوية في حقل توينان للغاز، وهو واحد من أهم مصادر الطاقة في سوريا، فيما يخضع الحقل لسيطرة “داعش” حالياً التي تبيع منتجاته للنظام، وتعاقب الموظفين الذين ينتهكون قوانينها بالجلد 75 جلدة.
وتقول المعلومات الواردة من حقل توينان إن العديد من المهندسين والفنيين تعرضوا للتهديد بالسلاح والسكاكين من قبل مقاتلي “داعش”، فضلاً عن أن مديراً تنفيذياً في الحقل تم إعدامه من قبل مقاتلي التنظيم أمام زملائه والعاملين في الحقل، وذلك بعد اتهامه بأن “ولاءه لنظام الأسد”.
ويقول التحقيق الصحافي الذي أجرته صحيفة “فايننشال تايمز” إن تنظيم “داعش” يكسب 500 مليون دولار سنوياً من مبيعات النفط، مشيراً الى أن التنظيم ينتج ما بين 34 ألف و40 ألف برميل نفط يومياً، ويبيعها في السوق السوداء بالعالم، فضلاً عن أن كمية من هذا المنتوج يتم بيعه الى النظام السوري.
وكانت جريدة “ديلي تلغراف” البريطانية نشرت في بداية العام 2014 تقريراً اطلعت عليه “العربية نت” نقلت فيه عن مصادر استخبارية غربية قولها إن نظام الأسد أنعش كلاً من تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” بشرائه النفط والغاز منهم مقابل مبالغ مالية كبيرة.
وقالت الصحيفة حينها إن “نظام الأسد يلعب لعبة مزدوجة ومعقدة مع الإرهابيين التابعين لتنظيم القاعدة”، مشيرة إلى أنه –أي النظام- يقوم بتمويلهم على الرغم من المعلومات والأخبار التي تشير إلى أنهم يحاولون الهجوم على العاصمة دمشق.
الله يخلصنا من الجوز بجاه الحبيب محمد(ص)
لذلك وبسبب هذا الدعم اللا محدود من النظام النصيري وحلفاؤه هي(داعش) باقيه وتتمدد.