على عكس مايشيعه إعلام النظام السوري، ومنذ بداية الثورة السورية عليه، ضد معارضيه واتهامهم بالاتجار بالمخدرات وتحديدا منها “حبوب الهلوسة” التي أفرد لها مكاناً في إعلامه المرئي والمطبوع، للطعن بالمعارضين السوريين، فقد تبين أن حبوب الهلوسة، تلك، تملأ سيارات أنصاره والذي يوصفون بالشبّيحة، حتى بين أنصاره أنفسهم.
وهذه المرة، لم تأت المعلومة من المعارضة السورية، بل جاءت من أشد حلفاء النظام قرباً إليه وفتكاً بالسوريين، أتت من إعلام “حزب الله” اللبناني اليوم الأربعاء.
فقد نقل إعلام ميليشيا “حزب الله” عن ظاهرة التفلت الأمني و”التشبيح” في اللاذقية مسقط رأس الأسد. وتحدث عن واقعة حصلت في منطقة “بسنادا” عندما فرّ اثنان من الشبّيحة، وتسميتهما لا زالت تبعاً للمصدر، بسيارة كانا سرقاها وفرا بها. ولدى الإمساك بهما، بعد أن اعترضهما شابان من المنطقة، بعد تعرّضهما لمطاردة أمنية، تبين أن لديهما كميات من “حبوب الهلوسة” فضلا عن وجود كميات من مخدّر الحشيشة.
مع العلم أن مصادر المعارضة السورية كانت أشارت في أوقات مختلفة، إلى أن الاتجار الفعلي بتلك المواد المخدّرة عالية الخطورة، تتم في بيئة الأسد الأمنية، في شكل أو آخر. إلا أن نظام الأسد كان يسلّط الضوء على المقاتلين الذين يحاربونه، لو حدث وتم الإمساك بأحدهم وكان يحمل معه مواد مخدرة.
وتقول المصادر العارفة بالمنطقة الساحلية، إن الاتجار بالمخدرات والسلاح، كان مصدرا من مصادر تمويل ميليشيات مناصِرة للأسد، تتشكل ثم تختفي بعد حصد أموال مهولة من تلك التجارة. حتى أصبحت مدينة القرداحة، مسقط رأس الأسد، هي المكان الآمن لنقل وبيع وشراء المخدرات والسلاح.
ولعل مجيء تلك المعلومة التي تتحدث عن شبيح ينقل حبوبا للهلوسة وحشيشا، من مصدر حليف لنظام الأسد، لا تترك مجالا للشك أن “فتق” النظام اتّسع على راتقه. فلم يعد بالامكان، حسب التعبير الدّال: الاختباء وراء الاصبع.
وينقل تقرير بعنوان “في شيكاغو السورية، الفيميه ينال من هيبة الدولة” نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية التابعة لـ”حزب الله” اليوم الأربعاء – وهو التقرير الناقل لواقعة ضبط حبوب الهلوسة مع شبيح – عن سيدة من جسر الشغور نزحت الى اللاذقية، لم تسمّها، كيف لتعرضت لاعتداءات الشبيحة وعنفهم، لمجرد خلافها البسيط مع سائق تكسي. فبدأ بإهانتها وتحقيرها والقول لها: “جاية من جسر الشغور وبدّك تكبري حالك علينا؟”.
وجاء في تفاصيل الحادثة، أن السائق الذي حقّر وأهان السيدة على الملأ، أن الناس اجتمعت حولهما محاولين إنهاء “الفضيحة” فما كان منه إلا أن قال: “أنا من الأمن العسكري، وهذه (أي السيدة) إرهابية” ثم أجرى اتصالا هاتفيا ظنّه الآخرون للإيهام، إلا أن الحقيقة أن السيدة بعدما حاولت العودة الى بيتها، اعترضتها سيارتان، واحدة للشبيح السائق، وأخرى لمسلّحين نزلوا، وبدأ أحدهم بضربها وقطع لها شعرها، كما جاء في النص، ثم بصق عليها وقال “سنتركك هذه المرة ولن نشحطك”!
يذكر أن ما جاء في إعلام حليف للأسد، لم يأت إلا بعد سنوات من منشورات المعارضة السورية التي كانت تشير الى تحول مسقط رأس الأسد الى مكان للجريمة والتشبيح على كل أبناء المحافظة بمختلف طوائفهم. وعادة ما كان النظام يكذّب تلك المعلومات ويصنّفها في خانة التجييش ضده.
إلا أنه وبعد إعلام حليفه الميليشياوي “حزب الله” وتأكيده أن حبوب الهلوسة في سيارات الشبيحة في اللاذقية، فإن النظام السوري يقع تحت طائلة المثل العربي الأشهر: يداكَ أُوكتا وفوك نفخ!