عاد الهدوء، الجمعة، إلى مدينة إليزي جنوب الجزائر بعد مواجهات عنيفة بين الشرطة ومجموعات من الشباب على محاولة الشرطة توقيف شاب كان على خلاف مع شرطي.
وذكرت مصادر محلية أن 14 شخصاً أصيبوا بجروح، بينهم حالة خطرة، منهم ستة من قوات الشرطة، في المواجهات التي اندلعت منذ ليلة الخميس، والتي بدأت عند محاولة الشرطة تنفيذ قرار بتوقيف أحد الشبان من سكان المدينة بسبب خلافات مع رجل أمن بزي مدني.
وتدخل سكان ومجموعات شبانية لمنع الشرطة من تنفيذ قرار التوقيف، لتبدأ المناوشات بين السكان وأعوان الشرطة، قبل أن ينظم السكان مسيرة إلى مقر مديرية الأمن الولائي للمطالبة بمعاقبة أعوان الشرطة.
وأضرم المحتجون النار في العجلات المطاطية، وقطعوا الطرقات بالمتاريس، وقاموا برشق الحجارة على المقرات الإدارية، واضطرت قوات مكافحة الشغب لاستعمال الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
واعتقلت قوات الشرطة خمسة شبان قبل أن تقرر إخلاء سبيلهم في وقت لاحق من أمس الخميس.
وأدت هذه الاحتجاجات إلى إغلاق كافة المؤسسات الحكومية والخدمية والمدارس والمؤسسات التربوية أبوابها أمس الخميس، تجنباً لانزلاق الأوضاع.

الجزائر
جهود التهدئة
وقال رئيس تحرير يومية “الجديد”، رشيد شويخ، التي تصدر جنوب الجزائر لـ”العربية.نت”: إن السلطات الجزائرية سارعت إلى تطويق هذه الأحداث وتهدئة الأوضاع تلافياً لأي تطورات عنيفة، واجتمعت إلى ممثلين عن الشباب، وعاين المدينة لدعوته للمساعدة على توقيف الاحتجاجات.
وقال محافظ والي ولاية إليزي، علي ماضوي في اجتماع طارئ عقده مع مجموعة من ممثلي الشباب وأعيان المنطقة وقيادات الأجهزة الأمنية بالولاية، إنه يجري التحقيق في خلفيات وأسباب اندلاع هذه الاحتجاجات، ووعد بمعاقبة أي طرف يكون سبباً فيها، بمن فيهم أعوان الشرطة.
وقال محافظ الولاية “إن هناك تجاوباً كبيراً بين هؤلاء الشباب والسلطات المحلية من أجل وضع حد لهذه الأحداث، واسترجاع الأمن في مدينة إليزي”، ودعا الشباب الغاضب إلى ترجيح لغة العقل والحوار للتوصل إلى حلول مجدية.
وباتت مدن وولايات جنوب الجزائر منذ مارس/أذار الماضي في وضع متوتر وحساس، بعد سلسلة الاحتجاجات والاعتصامات التي ينفذها الشباب العاطل عن العمل للمطالبة بالحق في العمل.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *