(CNN)– تنتشر مواقع البناء في ميناء العقبة جنوب الأردن، وتجتمع حاويات الشحن إلى جانب المواقع السياحية في المنطقة الاقتصادية المميزة لتطل على البحر الأحمر، وهي نقطة تتسم بجغرافيتها، إذ يمكن الوصول إلى كل من إسرائيل ومصر عبر القارب خلال نصف ساعة، كما تعد نقطة لمرور البضائع من العراق وآسيا الوسطى شمالاً.
ولكن مع الوضع الاقتصادي العالمي غير المستقر والأزمة التي ولدها الربيع العربي بالمنطقة، إلا أن المدينة الساحلية تحمل آمالاً كبيرة، إذ تضاعف عدد سكانها منذ عام 2000 ليصل 140 ألف نسمة، ويتوقع أن يزداد هذا الرقم بحوالي عشرة آلاف نسمة ببلوغ عام 2020.
كما أن حجم الاستثمارات يزداد، إذ أن الحصول على الرافعات والمعدات اللازمة للشحن بتكلفة بلغت 300 مليون دولار، ساهم في مضاعفة حركة الشحن في الميناء خلال ثمانية أعوام.
ويقول المدير التنفيذي لشركة ميناء حاويات العقبة، ييبي ينسين، التي قطعت ثلث مشوارها في عقد يستمر لربع عقد، على الساحل الممتد على مسافة كيلومتر واحد، إن: “العقبة تتميز بكونها على تقاطع لثلاث قارات وأربع دول، مما يساعد في تحويلنا لمركز للشحن.”
ورغم أن الأوضاع المضطربة في العراق، وأوضاع المنطقة بشكل عام، تشكل تحديات كثيرة أمام الأعمال، إلا أن ينسين يقول إن زبائنه يهتمون بالاعتماد على تحالف الدولة مع واشنطن وبروكسل ودول الخليج.
وهنالك شركات أخرى ترى فرصة لها في الأفق بالرغم من الأوضاع المحيطة، مثل شركة “Streit” لتصنيع المركبات المدرعة، وهي واحدة من 1300 شركة تتخذ من ميناء العقبة مقراً لها، وهذا لا يعد أمراً غريباً في منطقة اقتصادية تفرض خمسة في المائة فقط ضريبة للشركات على صافي الأرباح.
ويقول القائمون على شركة “Streit” إن الطلب ازداد على المركبات المدرعة بعد الأوضاع السياسية التي تشهدها سوريا ويعيشها العراق، إذ يقول نائب مدير الشركة، زياد العيسى، إن “مساحة الشركة كانت تبلغ أربعة آلاف متر مربع قبل ستة أشهر، والآن تبلغ 8500 متر مربع، وخلال ستة أشهر ستبلغ مساحة العمل 18 ألف متر مربع.
ومع ازدياد خطورة الوضع في العراق، والحكم الجديد الذي تعيشه مصر بعد الثورة، بالإضافة إلى استمرار النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، يبدو بأن الأعمال هنا تأتي بخطورة معينة.