العربية- أعلنت الخارجية الأميركية أن وزيرها جون كيري سيترأس الوفد الأميركي إلى مؤتمر “جنيف 2” حول الأزمة السورية والمقرر عقده في 22 من الشهر الجاري في سويسرا.
وأبدت الخارجية الأميركية تخوفها مما قد يحدث في حال عدم مشاركة المعارضة السورية في المؤتمر، وقالت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف إن السفير الأميركي روبرت فورد، يحاول إقناع المعارضة السورية بالمشاركة في “جنيف 2″، مضيفة أن مشاركة المعارضة لا تصب فقط في مصلحة الأميركيين بل أيضاً في مصلحة المعارضة ومصلحة الشعب السوري.
هذا.. ووصل وزيرا خارجية سوريا وإيران معاً إلى موسكو بحسب مصادر إعلامية في بداية زيارة تهدف لبحث تحضيرات مؤتمر “جنيف 2”. وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كان أنهى لتوه جولة إقليمية شملت لبنان والعراق والأردن وسوريا.
دور إيران بمؤتمر “جنيف 2”
جولة ظريف تندرج ضمن ما تقول طهران إنه مساعيها للمساعدة في خروج مؤتمر “جنيف 2” بنتائج لصالح الشعب السوري. لكن نغمة التقارب هذه، لم تجد طريقها لدى العارضة التي تصر على رفض أي دور لإيران في “جنيف 2”.
الزيارة الإيرانية رافقتها تصريحات سورية بوجود اتصالات لمسؤولي استخبارات غربية مع النظام لمواجهة التطرف والإرهاب خرجت عن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد.
ورغم أن مثل هذه التصريحات لم تتأكد من أي مصدر رسمي فإن المعارضة السورية تعاملت معها بجدية، معلنة أن عدداً من الدول الغربية لا يزال يحافظ على اتصالات سياسية وأمنية مع النظام، ومستغربة استغلال الأمر في هذا الوقت، قبيل أيام معدودة من “جنيف 2”.
الخارجية البريطانية التزمت الصمت حيال تصريحات المقداد مع رفضها التعليق على القضايا الاستخباراتية، فيما نفى وزير الخارجية الأميركي جون كيري وجود أي معلومات لديه حول الأمر، موضحاً أنه لا يوجد لبلاده أي رعاية لمثل هذه الاتصالات.
صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية كانت أكدت أن المخابرات البريطانية والفرنسية والإسبانية والألمانية تتحدث إلى مسؤولين في نظام الأسد منذ منتصف العام الماضي حول المتشددين وقوة تنظيم القاعدة.
لا خيار إلا إنجاح المؤتمر
في سياق متصل، قالت مسؤولة الشؤون الإنسانية والتعاون من أجل التنمية كريستالينا جورجيفا في مقابلة خاصة مع قناة “العربية” أن لا خيار أمام المجموعة الدولية سوى العمل على إنجاح مؤتمر “جنيف 2″، مضيفة أن النزاع بلغ درجة لا تطاق.
وأضافت: “إذا فشل مؤتمر جنيف 2، يتوجب عدم التأخر عن تعبئة الجهود من أجل عقد مؤتمر جينيف 3 ومواصلة جهود إحلال السلام.. فلا مجال لحل الأزمة سوى عبر مسار سياسي.. وكلما انتظرنا الحل السياسي كانت العواقب سيئة بالنسبة للسكان ضعفاء الحال وزادت المخاطر المحدقة للمنطقة ككل والإنسانية جمعاء. لذلك لا نمتلك بديلاً آخر سوى إنجاح مؤتمر جينيف 2”.
وقالت جورجيفا: “نحن قلقون من تدهور الوضع بشكل عام في سوريا ولأن تعدد المجموعات المسلحة لا يساعد على إطلاق مفاوضات السلام، ونلاحظ أيضاً مؤشرات عن التعب والشعور بأن الوضع لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية”.
واللاجئون الذين عبروا الحدود يبحثون الآن عن فرصة العودة إلى بلادهم حيث يرفضون أن يكونوا جزءاً من هذا الداء. ونرى أيضاً صمود السكان داخل سوريا ضد المجموعات الأكثر تطرفاً. وسيأتي وقت يبلغ فيه القتال في الداخل درجة لا تطاق ويشعر فيه العالم بجدية المخاطر. هذا الوقت سيحين لا محالة.. وأصلي من أجل أن يحين الموعد الآن، حيث لا يمكننا الانتظار طويلاً”.